فيسبوك فقط

قصة قصيرة ..  أحلام

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

 

 بقلم / على حزين   
جلست تحدق في المرآة, رأت صورتها باهتة جداً, تحسست جسدها الممتلئ قليلاً, برهة قصيرة فكت ضفائرها, فانساب ليل بهيم, نشبتْ فيه أظافرها, حللته, مشطته, رمت به في كل اتجاه, لملمته ثانية بين يديها, تأوهت, ثم بعثرته مرة أخرى, مدت يدها البيضاء البضّ, أخرجت علبة مكياج صغيرة, كانت قد اشترتها من مصروف جيبها في العيد الكبير, حددت حاجبيها, بدقة متناهية, بعدها مسحت وجهها, رسمتْ شفتيها المستديرة “بالروج “بعناية فائقة, سكبت على يديها من قارورة الطيب الفاخر, فركت بيديها, مسحت انفها, وخلف قرطيها, هزت رأسها انتشاء, وهي تدس تدفئ يدها في صدرها الصابئ, ترمقه بنظرة سريعة يبتسم لها, تومئ  برأسها, تنهض, متكسرة في دلال, تتلفت حولها, فيزهو, تتقدم بخطى واثقة, تنظر إليه بكبرياء.. وقبل أن تصل إليه, ترجع مهرولة إلى المرآة, وكأنها نسيت شيءً ما هنالك, تنحني  لتعد وجهها على المرآة من جديد, تنظر إليه ثانيةً, بدلال, تعض شفتها السفلى, تمرس وجنتيها وتمسح حواجبها, مرة أخرى, ترمي ببعض الخصلات على جبهتها, تضغط على خصرها الضامر, وخصرها النحيل, وتتمطى .. وهي تدندن, بصوةٍ رخيم ..
ــ يتشوف لك حل في حكايتنا.. يا تعزل وتسيب حتتنا,.. ؟
تقترب من الشباك, تشدّ ستائره البيضاء, وهي تزدري الليل البهيم المترامي في الأفق .. تضئ “الأباجورة الحمراء” تمشي الهويينَّ, واثقتُ الخطى, وهو ينظر إليها, ويبتسم لها,.. فجأة ترمي بنفسها, فوق السرير, تحتضن صورته بين زراعيها الحاسرة, تقبله, وتبكي, والذكريات الحميمة تشعلها في صدرها, فقد مات وتركها وحيدة من زمنٍ قريب,….
ترمي بحذائها بعيداً.. تطفئ مصباح الغرفة, فتبدو صورته  في المرآة باهتة جداً,…..!
**********************
 من مجموعتي القصصية” اعترافات انثى بريئة “

زر الذهاب إلى الأعلى