سمِعتُ عنها ما لم يُصدق فِى الخيال، قررتُ أرحل رُغمّ المسافة، سافرتُ صوبَ الإتِجاه، قد جِئتُ شيخاً لِيُنِير طرِيقِى نحو الزمان… قد تُهتُ بُرهة لكِن عاودتُ السيرَ وحدِى لِنفسِ المكان، ها قد وصلتُ بِشقِ أنفُس إلى المدِينة فِى الظلام
والكُلُ رحب بِقِدُومِ زائِر فِى إهتِمام، أُلقِى التحية على كِلِ دارٍ فِى إستِرسال، قد صاحَ شخص كى أتقدم لِلأمام… تسّمرتُ وقتاً بِكُلِ رهبة وإندِفاع، أهو المكان نفس المكان؟ أم قد تغير لِشئُ آخر لا أدرِى كنهُه بِلا عُنوان، والكُلُ أجمع أنُه نفسُه فِى تمام
قد صرخَ آخر هلُمّ أدخُل مِن أىّ باب، لكِن خشيتُ الدِخُول وحدِى بِلا سِلاح، وظننتُ أن الأمان غائِب وسطَ العِباد… طمأننِى آخر إنّ المدِينة تفتح ذِراعيها تُرحِب بِأى زائِر فِى إعتِناء، تسلقتُ عُذراً تلو آخر لِكى أُخفِى وجهِى بينَ الزِحام
وطفقتُ أسأل كُل عابِر عما يُحِبُ السُؤال عنه فِى مُدنِ السلام، فعرِفتُ أن الناس تعشق كُلَ تفاصِيلَ المدِينة، وتذهب إليها فِى إستِسلامٍ تام… أعيتنِى قدمِى عِندَ المسِير، فأسندتُ ظهرِى خلف حائِط وأنا أُتمتِم عن دُونِ قصدٍ معنى إنهِزام
فسمِعتُ هرجاً والكُلُ يجرِى لِسماعِ خُطبة تُدعى تعال، والناسُ تجمع والكُلُ يسمع فِى إنسِجام… فوقفتُ أسمع صوت المُنادِى لِجمعِ ناسٍ مِن الزِقاق، وخطيبُ مِنبر يعلُو صوتُه فِى إرتِياح، والخُطبة كانت عن معنى كلِمة تُدعى السلام