دنيا ودين

الدكروري يكتب عن الشرط السماوي في الزوجة

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، الحمد لله ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شاء ربنا من شيء بعد، الحمد لله الذي جعلنا من عباده المسلمين، الحمد لله الذي جعلنا من عباده المصلين، نسأل الله أن يثبتنا على ذلك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وعلى آله وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد إن الإسلام لا ينكر على المسلم أن يختار زوجة جميلة وغنية ومثقفة ومن عائلة شريفة بشرط ألا يكون هذا هو أول متطلباته وغاية أهدافه وذروة أمنياته في زوجة المستقبل، بل لا بد أن تكون كل هذه الصفات الدنيوية الأرضية في الدرجة الثانية بعد الشرط السماوي الأساسي في الزوجة، وهو أن تكون ذات دين ملتزمة بتعاليمه داعية إليه مصلية متبتلة حافظة للقرآن تالية له عاملة به.
ملتزمة في زيها ومن معاملاتها متزينة بخلق العفة والصيانة والأمانة، ولك أن تقول وماذا لو وجدت من المتدينات الملتزمات بدينهن كثيرات، كيف أفاضل بينهن وكيف اختار منهن؟ وأقول لك لن تجد كثيرات، بل هن قليلات عزيزات ككل شيء غال وثمين في هذه الأرض فإنه نادر، فإن عدت فقلت وماذا لو كان أمامي أكثر من واحدة من ذوات الدين كيف أفاضل بينهن؟ وحتى هذه لم يتركها الإسلام بلا جواب، فبعد شرط الدين، وبعد أن تحصر أيها المقبل على الزواج المتدينات، لك أن تخاير وتفاضل بينهن على الأسس والقواعد التالية في اختيار الزوجة، فالقاعدة الأولى وهي الودود دمثة الخلق أفضل من العصبية الجافية ولعل هذه مما لا يحتاج إلى دليل، فما بعد الدين إلا الخلق.
وإن الحياة قد لا تستقيم مع حادة الطباع متقلبة المزاج وإن كانت متدينة، أما اللينة الودود طيبة القلب فتلك شبيهة نساء الجنة، ويروي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فيقول، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة، الودود، الولود، العؤود على زوجها، التي إذا آذت أو أوذيت، جاءت حتى تأخذ بيد زوجها، ثم تقول والله لا أذوق غمضا حتى ترضى” رواه النسائي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي النساء خير؟ قال “التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره” رواه النسائي وأحمد، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر أولياء المرأة بمراعاة الخلق بعد الدين عند الاختيار لفتياتهم فقال.
“إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض” رواه ابن ماجه، فمن باب أولى أن نجعل ذلك مقياسا هنا فنطلب بعد الدين الخلق، وأما عن القاعدة الثانية، فهي أن البكر أفضل من الثيب أفضل لها وأفضل له، فهي أفضل لها لأنه لم يسبق لها الزواج، فهي أولى بالزوج من غيرها، أما أنها أفضل له، فنترك بيان أسباب ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول “تزوجوا الأبكار فإنهن أعذب أفواها، وأنتق أرحاما، وأرضى باليسير” رواه الطبراني، نسأل الله العلي الأعلى أن يكون من العلم النافع والعمل الصالح، ونسأله سبحانه الثبات على دينه وشريعته، وأن يصرف قلوبنا إلى طاعته، ووالدينا أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

زر الذهاب إلى الأعلى