تحقيقات وتقرير

السفير ماجد عبدالفتاح يشيد بالموقف العربي الذي ساعد في الوصول للقرار الأممي بوقف إطلاق النار بغزة

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

 

محمد عزت
أشاد المندوب الدائم لجامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة السفير ماجد عبد الفتاح، بالموقف الموحد للدول العربية تحت مظلة جامعة الدول العربية، والذي ساعد في التوصل إلى قرار مجلس الأمن رقم 2728 بوقف إطلاق النار على غزة، وإقناع الدول العشر المنتخبة بتقديم مشروع قرار. ولصالح القضية الفلسطينية، ما يعتبر إنجازا كبيرا للدول العربية في قضية الأزمة الفلسطينية.
وقال السفير ماجد عبد الفتاح – خلال مداخلة هاتفية على قناة “الجزيرة مباشر”: – كل دولة عربية مسؤولة عن قراراتها، والجامعة العربية هي مجمع قرارات الدول العربية ذات السيادة. وإذا كانت لدى الدول العربية الرغبة في القيام بأي عمل جماعي آخر يمكننا القيام به في الأمم المتحدة، فنحن مستعدون وحاضرون، ونقول «لكن التعامل مع هذه القضايا قد انتهى». من خلال اجتماعات وزارية، وكان لدينا اجتماع وزاري في مارس الماضي وتكليفات واضحة ومحددة من سفراء ووزراء للسفراء في نيويورك للعمل والسعي لتحقيق أهداف معينة”.
وأضاف أن قرار مجلس الأمن رقم 2728 بوقف إطلاق النار على غزة ملزم بموجب أحكام المادة 25 من ميثاق الأمم المتحدة. لافتاً إلى أن القرار لا يشمله الإجراءات التنفيذية ولا يشمله الفصل السابع أو الإجراءات الجزائية، إذ يقع القرار في مرحلة الفصل السادس وهو تسوية المنازعات بالطرق السلمية.
وأوضح أن الرد الأمريكي بأن القرار غير ملزم، ولا يعنينا شيئا، ولا يغير من واقع القانون الدولي الذي تعتمد عليه المحاكم الدولية في الفصل في المنازعات التي تحدث بين الدول حول هذه القضايا، مؤكدا أن القرار يخاطب  إسرائيل بشكل مباشر فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، وإذا لم تلتزم به، سيكون هناك تقديم إلى مجلس الأمن مرة أخرى لطلب إجراءات إضافية لضمان التنفيذ.
وأشار إلى أن القرار يؤكد أن مجلس الأمن يقوم بمسؤولياته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وقد نجح في ذلك. وبعد ما يقرب من 6 أشهر من العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، نمارس الضغوط على الولايات المتحدة الأمريكية للسماح بإصدار مثل هذا القرار، مضيفا أنه لأول مرة توافق الولايات المتحدة الأمريكية على قرار يسمح بوقف إطلاق النار خاصة أنها دأبت على الحديث عن الهدن الإنسانية منذ اندلاع الصراع.
وأشار إلى أن العالم شاهد التصريحات الصادرة عن الجانب الإسرائيلي والمواقف الأميركية التي تحاول الدفع نحو فكرة أن هذا القرار غير ملزم للتنفيذ، مبينا أن ذلك يتماشى مع فكرة الدفاع عن مصالح إسرائيل. في المفاوضات الخارجية الجارية في الدوحة، والتي تحوم شكوك حول التوصل إلى اتفاقات في المدى القريب.
وأوضح أن تغير الموقف الأميركي يعد مؤشرا إيجابيا، لكن السؤال الذي يطرح نفسه حاليا هو: «هل ستتوقف إسرائيل فعليا عن إطلاق النار على غزة ردا على هذا القرار؟».
وأرجع قبول الولايات المتحدة الامتناع عن ذلك القرار إلى عدة أسباب منها: أن القرار له بعد إسلامي، وأن الولايات المتحدة لا تريد أن تخسر العالم الإسلامي بأكمله في تلك المرحلة، إضافة إلى تفاقم الوضع. الأزمة الإنسانية في غزة إلى درجة غير عادلة، مما يؤثر سلبا على صورة الولايات المتحدة دوليا، رغم تصريحاتها المستمرة بأنها ستقدم المساعدات، لافتا إلى أن هذه المساعدات والتصريحات لها نية خفية ولها خطط ترسم في التنسيق مع إسرائيل.
وعن احتمالات التوصل إلى اتفاقات في الدوحة.. قال: هناك ملامح للتوصل إلى اتفاق خارج مجلس الأمن، مضيفا أن الهدف الأميركي الأساسي هو ألا تصدر الأمم المتحدة أي قرار يلزم إسرائيل بشيء، وأن تكون إسرائيل وتبقى سيدة قرارها خارج الأمم المتحدة، وعندما يحدث اتفاق تستدعيه أمريكا إلى الأمم المتحدة للتوثيق أو الترحيب، مؤكدا ” يجب أن نفهم المعادلة، وأن نفهم التعامل مع مشروع القرار كجزء من معادلة أكبر”.
قال السفير ماجد عبد الفتاح رئيس بعثة الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة: إن النظام الدولي المتعدد الأطراف ونظام الأمن الجماعي الذي تعمل عليه الأمم المتحدة يمر بأزمة خطيرة نتيجة الخلافات الجيوسياسية القائمة والحديثة بين البلدين. الغرب والشرق. إذ يريد الغرب التوسع شرقاً ووضع الأسلحة النووية على أعتاب روسيا، وفي المقابل يدافع الشرق بكل قوته مستخدماً القوة الاقتصادية الروسية الصينية، وبالتالي يخلق ذلك حالة من الشلل في مجلس الأمن، مشيراً إلى أن روسيا- وقد بلغ العناد الأميركي أقصى مداه داخل مجلس الأمن.
وأضاف السفير ماجد عبد الفتاح – خلال اتصال هاتفي بقناة الجزيرة مباشر: – أن أوكرانيا اضطرت لعقد جلسة استثنائية غير عادية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها العاشرة؛ وبسبب فشلها في إصدار أي قرار من مجلس الأمن بشأن أزمتها… كما لجأت فلسطين إلى الجمعية العامة في دورتها الحادية عشرة؛ بسبب فشلها في انتزاع أي قرار من مجلس الأمن. وأشار إلى أن الاستعدادات جارية حاليا لعملية تفاوض كبيرة جدا تسمى “قمة المستقبل” ستعقد في 20 أو 21 سبتمبر 2024، ومن المفترض أن تتخذ قرارا لإصلاح الأمور في المجتمع الدولي متعدد الأطراف. النظام واستعادة القدرة على حل النزاعات من أجل الأمن الجماعي في الأمم المتحدة. وأشار إلى أن بعض الدول الإفريقية طلبت من بعثات الأمم المتحدة مغادرة أراضيها، مثل: مالي، والكونغو، وبوركينا فاسو، وهي ظاهرة خطيرة للغاية. إذ أصبح يُنظر إلى الأمم المتحدة على أنها منظمة “عاجزة”.
وقال إن الأمم المتحدة تسير في نفس اتجاه عصبة الأمم، وهو فشل ذريع قد يؤدي إلى زوال المنظمة وظهور منظمة جديدة. إذ ظهرت تحالفات وتكتلات إقليمية كبيرة، لكن الجميع متمسك بوجود الأمم المتحدة ويحاول إصلاحها حتى تتمكن من العودة إلى ممارسة صلاحياتها، خاصة في القضايا الكبرى مثل القضية الفلسطينية التي ظلت قضية مطروحة. الاحتلال منذ 75 عاماً، مشدداً على ضرورة وجود ممثلين عن المجتمع الدولي لوقف الدول التي تنتهك قراراته وتنوي القوة العظمى.
وقال إنه في حال رفضت إسرائيل تنفيذ قرار مجلس الأمن، فإنه سيتم في المرحلة المقبلة تحريك طلب فرض عقوبات معينة عبر الجمعية العامة، موضحا “نعلم أن طلب فرض العقوبات بموجب الفصل السابع في مجلس الأمن ستقابل بفيتو أمريكي، ولذلك نستثمر في القرارات التي تصدرها المحاكم الأوروبية سواء في هولندا أو بلجيكا أو أيرلندا أو البرتغال… أو حتى قرارات المنظمات العمالية في الهند التي منعت عمال الشحن من تحميل الأسلحة موجهة لإسرائيل.” وأضاف أنه سيُطلب من الدول منع تصدير الأسلحة إلى إسرائيل وفرض عقوبات على المستوطنين – فرضت الولايات المتحدة عقوبات ضعيفة على 4 مستوطنين – وسيطلب فرض عقوبات على كل مستوطن إسرائيلي، ومنعه من منح التأشيرات ومروره عبر الدول. ومقاطعة المنتجات القادمة من المستوطنات.
وأشار إلى أنه لن يستسلم للأمر الواقع ولا للرفض الإسرائيلي بأي شكل من الأشكال، مضيفا أنه سيتم اللجوء إلى الجمعية العامة في هذا الأمر. لأنه في مجلس الأمن هناك طريق مسدود، طالما أن الولايات المتحدة تقف خلف إسرائيل حتى النهاية.
وأشار إلى أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق خارج الأمم المتحدة فإن ذلك سيؤدي إلى وقف إطلاق النار، في إشارة إلى ما قاله السفير الأمريكي في الجلسة. ” “أسرانا يجب أن يعودوا” وتتحدث عنهم وكأنهم أسرى أميركيين، مشدداً على أن هذه رسالة موجهة للناخبين الأميركيين والإسرائيليين.
وأشار إلى أنه لا ينبغي أن نستبعد اعتبارات أخرى، مثل العامل الانتخابي الذي يمر به الرئيس الأميركي جو بايدن، ورغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البقاء في السلطة وعدم إنهاء مسيرته في السجن.

زر الذهاب إلى الأعلى