مقالات

بعض كرامة

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !
بقلم حمدى بهاء الدين
إذا تبدل بك الحال وأصبحت غريبا فى أرضك منكورا ممن هم حولك وكانوا الأقرب نعم الأقرب إلى قلبك ومشاعرك ووجدانك ، الأقرب لك من حبل الوريد والأحب إلى نفسك ، وأصبحت منبوذ غير مرغوب لا حاجة لك
إذا تقطعت علاقاتك وتبعثرت صداقاتك وتنكر لك الجميع وأصبحت شىء بعدما كنت موضوع ، لا يسأل عنك أحد ، لا يقلق لغيابك أحد ، لا يهتم بوجودك أحد ، الكل مشغول عنك بلا سبب وبلا داع أو دافع
إذا أصبحت سراب لا تروى عطش ولا تسد جوع ولا تنير ظلمة ولا تغرس أرض منكور الملامح والروح وتتحول كل مشاعر الدفء نحوك إلى كرات ثلج تزداد حجما كلما مر الوقت ، لا يسمع لك أحد أنين ، لا يمسح لك أحد دمعة ، لا يوقف أحد لقلبك نزف ، لا يضمد لك أحد جرح ، لا يميل أحد لتأوه من وجدانك
إذا أصبحت مرفوض جملة وتفصيلا ، هنا لا تحزن ولا تغضب ولا تيأس ولا تلق اللوم على أحد ولا تغضب من أحد ولا تتهم أحد
فقط ارحل إلى أرض جديدة وعالم جديد وعلاقات جديدة وطموح جديد وأمل جديد وغاية جديدة ، أنظر إلى ما حققت دون مساعدة من أحد ، أنظر إلى ما أنجزت دون دعم من أحد ، أنظر إلى تاريخك الذى لا ينكره إلا حاسد أو حاقد أو غير أصيل
واعلم أن العزوف عنك ربما كان اكتفاء أو ملل أو تغير المشاعر إلى قبلة أخرى أو إلى قلب أخر أو غاية أخرى ، ليس بالضرورة أن يكون كره ، وربما يكون كره غير المتعارف عليه ، كره من نوع خاص ، كره لأنه لم يكن يجب أن تكون هنا من البداية وأنه جاء الوقت وتحققت الشجاعة وأتت الفرصة لكى تكون بعيد ، لكى تكون غير موجود لأنه حلت محلك غايات كانت مخفية فى الوجدان وحان الأوان لتحقيقها
هنا فقط ارحل بكرامة دون ندم ، دون أن تنظر إلى الوراء ، دون أن تتوسل أو تتسول لأن الكرامة فى الحياة والممات والبقاء والرحيل سواء ، والرجل لا يبق إلا بكرامة ولا يرحل إلا لكرامة ، لا يحيا إلا بكرامة ولا يموت إلا بكرامة

زر الذهاب إلى الأعلى