مقالات

مأزق العودة

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

 

بقلم حمدى بهاء الدين
بعد سنوات عشر ، بعد عقد من الزمن كان الأسوأ والأكثر ألما فى علاقتنا والأبشع فى المعاناة ، عقد من الزمن فشلنا أن نذيب جبل الثلج الذى جثم على مشاعرنا وعجزنا أن نعيد ما بيننا إلى حيث ما كان من قبل ، لم تكن هناك لغة مشتركة تجمعنا ولا مشاعر إلا مشاعر الألم والحزن واليأس ، لم نكن نتخيل يوما أن هذا هو مصيرنا وأن تلك هى نهايتنا ، نعم كنا نختلف نتعصب نتشاجر لكن كل ذلك كانت أمور طارئة عارضة لن تدوم ولن تستمر لأن ما بيننا أقوى وأعمق وأوثق من كل تلك العوارض رغم قسوتها وشدتها
عادت بعد فجوة عميقة وجرح غائر بعد سنوات من العند واللوم والمكابرة حتى ظننت أن لا شىء سيعود كما كان وأن الفراق واقع لا محالة وأن إنذار الإنفصال باديا فى نهاية النفق ، أن المعبد حتما سوف يقع على رؤوسنا جميعا دون استثناء وأن أصابع الإتهام تشير لى وحدى وأنا وحدى من يتحمل مسئوليه نتيجة السقوط رغم أن الأخطاء مشتركة والأوزار مشتركة بل إن أخطائي لم تكن عن وعى وإرادة بقدر ما كانت رد فعل لوجود الفجوة الساحقة بين مشاعرى ومشاعرها ، بين فهمى للأشياء وتفسيرها لها ، بسبب الفجوة الساحقة فى القدرة على المعالجة والإحتواء
وأنا هنا لا أبرر ما كان من أخطاء سواء ما كان منى أو منها ولا أتهم أحد بعينة بل أود أن نتجاوز تلك المرحلة الطويلة من الحزن والألم والشقاق والنفور والرفض متحصنا بحب متجذر فى نفوسنا ورغبة عارمة فى تجاوز تلك المرحلة الأليمة
نعم عادت وكأنه لم يكن بيننا شقاق أو خلاف على الأقل من جانبى وبعدما قدمت كل الضمانات والتنازلات وكفرت عن كل الخطايا بنفس صادقة وقلب صافى وروح عازمة على إصلاح ما فسد وعلاج ما عطب وتعويضها عن كل ضرر مهما كان صغيرا أو كبيرا دون أن أطلب منها إلا تجاوز ما سبق دون النبش فى الماضى ، لا أطلب إلا الإحساس بالقبول والحنان ولين القول والمودة واللهفة والسؤال عنى حين أغيب ، لا أطلب سوى الإحتواء لا أكثر ولا أقل، لا أطلب سوى أن تكون خاتمتي معها كما كانت البداية …

زر الذهاب إلى الأعلى