دنيا ودين

الدكروري يكتب عن القسم الثاني من أقسام العلم

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد إن القسم الثاني من أقسام العلم هو فرض على الكفاية، وهو الذي لا يجب على جميع أفراد الأمة بل إذا قام به البعض سقط عن الباقين كتحصيل الحقوق وإقامة الحدود ومعرفة دقائق الأحكام في مسائل النكاح والطلاق والبيوع والقضاء وأمثال ذلك، مما لا يسع جميع الناس معرفته والتوصل إليه لأنه ربما ضاعت أحوال الناس ونقصت معايشهم وتعطلت مصالحهم، فلابد من تفريغ البعض للقيام بمهمة طلب هذا العلم، وقال الإمام ابن عبد البر رحمه الله.
” قد أجمع العلماء على من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته نفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه عن أهل ذلك الموضع، والذي يلزم الجميع فرضه من ذلك، ما لا يسع الإنسان جهله من جملة الفرائض المفترضة عليه نحو الشهادتين بالسان والإقرار بالقلب بأن الله تعالي وحده لا شريك له ولا شبه له ولا مثل له لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، فهو خالق كل شيء وإليه يرجع كل شيء، وهو المحيي المميت الحي الذي لا يموت، عالم الغيب والشهادة، لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء فهو الأول والآخر والظاهر والباطن وهذا الذي عليه جماعة أهل السنة والجماعة وأنه لم يزل بصفاته وأسمائه، ليس لأوليته ابتداء وليس لآخريته انقضاء وهو على العرش استوى.
والشهادة بأن محمدا عبده ورسوله وخاتم أنبيائه حق وان البعث بعد الموت حق للمجازاة بالأعمال والخلود في الآخرة لأهل السعادة بالإيمان والطاعة في الجنة ولأهل الشقاوة والكفر والجحود في السعير حق، وأن القرآن كلام الله تعالي وما فيه حق من عند الله عز وجل يلزم الإيمان بجميعه، وإستعمال محكمه، وأن الصلوات الخمس فريضة ويلزمه من علمها علم ما لا تتم إلا به من طهارتها وسائر أحكامها، وكثير من الناس اليوم لا يعرف أحكام الطهارة ولا التيمم ولا المسح على الخفين وتخفى اليوم على الناس أحكام الحيض والنفاس والاستحاضة وأحكام الصيام والحج والعمرة والزكاة وأحكام النكاح والطلاق وهي أحكام مهمة جدا تتعلق بالحرام والحلال، ومع ذلك نجد أن هناك عزوفا من جماهير المسلمين عن حضور الدروس العلمية.
والمحاضرات والخطب أو حتى سماع ذلك عبر الأشرطة أو إقتناء الكتب والفتاوى التي تهم المسلم في يومه وليلته وتهمه في دينه ودنياه وهذا من الطلب الواجب المفروض على كل مسلم تعلمه حتى لا يقع فيما حرم الله عليه ويتعذر بالجهل، فليس اليوم هناك جهل مع التقدم العلمي وإيصال المعلومة بأبسط شكل وأسهله وأقل وقت وأقصره فهناك الإنترنت والقنوات الفضائية العلمية التي تعنى بهذا المجال ووسائل الاتصال الأخرى كالهاتف والرسائل فليس هناك عذر لمسلم بأنه جاهل أو أنه لا يعرف حكم مسألة من المسائل التي يقوم عليها دينه وكيف ذلك وقد أمره الله تعالى أن يتعلم العلم الموصل لرضى ربه سبحانه وهذا حديث لو تدبره الناس لعملوا به ولما تجاوزوه، لما يحتويه من حب الله تعالى للعلم وأهله.
ولعنه لما سوى ذلك من الأعمال المذمومة التي لا تنفع صاحبها عند ربه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما ومتعلما” رواه الترمذي.

زر الذهاب إلى الأعلى