قصة ورواية

انهيار ….قصة قصيرة

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !
فريدة بن سليم
رمقني بنظرة غريبة ،وبصوت متلعثم قال لي “أنت كويسة يا فندم .. هو أنا أزعجت حضرتك في حاجة” .. هذا ما قاله لي سائق التاكسي وأنا عائدة الى بيتي ،مجهشة في البكاء .في تلك الكراسي الخلفية اختليت بكل مواجعي .حتى أنهرت .. لا يعلم ذلك الرجل المسكين أن الانهيار صار إحدى عاداتي السيئة، ولزاما أن أنهار يوميا .. تطلب مني أمي لا أنهار .هذا ما كانت تقوله لي وأنا واقفة أمام غرفة العمليات .نظرت الي وبصوت هادىء قال لي لا تنهاري.. وكأن ذلك الرجل خلف الباب لا يعنيني وليس أبي ..طلبت مني مرارا ألا أنهار حين ظلمت،وحين قهرت ،وحين خذلت ..لا تنهاري ..وأنا كأي ابنة مطيعة قلت حاضر. طلب مني ألا أنهار حتى حين هجرني وطني قبل أن أهاجر منه . لا تنهاري..
حين عشت في غربة اضطرارية طلب مني ألا أنهار..حين تعبت ،ومرضت طلب مني ألا أنهار.. لا أملك رفاهية الانهيار … حتى تراكمت علي كل تلك المواجع ..لم أثبت حتى إنهرت .
صرخت..نعم كنت أصرخ بصوت عالي كان يجب أن أعوض كل الانهيارات السابقة .
……..

زر الذهاب إلى الأعلى