مقالات

الأحضان فى غزة

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !
بقلم حمدى بهاء الدين
تذكرت الأحضان ليلة رأس السنة ، تذكرت الهدايا والتهنئة والأمل فى عام جديد أفضل من العام المنصرم ، تذكرت القبلات والأحضان وجو المؤانسة وفجأة يقفز إلى ذهنى أهل غزة والقصف والقتل والتمثيل بالجثث والحصار والجوع والعطش والجرحى الذين بلا مدواة وبلا علاج ، نعم قفز إلى خاطرى أكفان الأطفال والنساء والشيوخ ووجدت أحصان الأكفان التى بلا عدد شاخصة أمام بصرى تؤرق ضميرى وتدمى قلبى
لقد تبدل كل شئ فى غزة وبعض مناطق الضفة ، أصبح الناس يحضنون موتاهم ويجلسون أمام الأكفان بحسرة يحتسبونهم شهداء عند الله ، أصبح الحضن أكثر حرارة
حضن بلا أمل فى لقاء بلا أمل فى تحقيق الأمنيات ، أصبحت الأكفان فى كل البيوت وفى الشوارع وتحت الأنقاض ، أصبحت أحضان من طرف واحد قريبا جدا سيلحق بالمحضون ولا يدرى إن كان هناك من سيحضنه أم أنه سيوارى التراب دون أن يحضنه أحد ، لا يدرى إن كان سيكفن من أثر القصف أو القتل بدم بارد أو من الجوع أو الحسرة
الحضن فى غزة أصبح أكثر خصوصية ، أصبح حضن حصرى لأهالى غزة دون غيرهم دون سكان كل بقاع الأرض ، الأب يحضن إبنه الشهيد ، الإبن يحضن جثمان والده ، وآه من حضن الأمهات لأطفال تموت بلا ذنب سوى أنهم فلسطينيون ، ألم ما بعده ألم
لقد إختلف مفهوم الحضن عندى ، إختلف مفهوم الفقد عندى ، إختلف مفهوم الحزن عندى ، حضن الأكفان أكثر قسوة وأكثر عجز وأكثر إرادة ، حضن الأكفان فى غزة هو الحضن الباقى فى مخيلتى

زر الذهاب إلى الأعلى