منوعات

تعرف على استعدادات المصريين واحتفالاتهم بعيد الفطر المبارك على مر العصور …

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

 

نسمة أحمد 

الدولة الفاطمية : من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر التي برزت في عهد الدولة الفاطمية كان توزيع الحلوى على جميع موظفي الدولة و إقامة الموائد الضخمة في القصور السلطانية، وقد أنشيء لذلك الغرض “دار الفطرة” و هو مطبخ لصناعة الحلوى و قد أنشيء في عهد الخليفة العزيز بالله . وبحسب الروايات التاريخية فقد كان الخليفة الفاطمي يخصص 20 ألف دينار لصناعة كعك العيد، فكانت بداية صناعته في شهر رجب إلى العيد، كذلك أطلق الفاطميون اسم عيد الحلل على عيد الفطر المبارك حيث كانوا يتولون كساء الشعب وخصصوا لذلك 16 ألف دينار لتقديم الكساء للشعب في عيد الفطر المبارك وذلك في عام 515 هـ .

الدولة العثمانية : كان يشهد الاحتفال بعيد الفطر أجواء خاصة حيث كانت مدافع القلعة تطلق أيام العيد الثلاثة في أوقات الصلوات الخمسة، وفي اليوم الأول يذهب أمراء الدولة وكبار رجالها إلى القلعة في موكب حافل ثم يتوجهون لجامع الناصر محمد بن قلاوون داخل القلعة لأداء صلاة العيد، ثم يصطفون لتهنئة الباشا . وفي اليوم الثاني تقدم القهوة والحلوى والمشروبات وتفوح رائحة البخور في القلعة التي ينزل الباشا إليها للاحتفال الرسمي بالعيد في (الجوسق) المعد له والذي فُرش بأفخر الوسائد والطنافس، ويتقدم الأمراء و أرباب المناصب للتهنئة ، كما يأمر الباشا بالإفراج عن بعض المساجين.

أما عن الاحتفال الشعبي ، فكان الجميع يتزين و يظهر في أبهى حُلة و يخرج رب الأسرة مصطحبا معه عائلته لأداء صلاة العيد في المساجد و الكل يلبس ملابس العيد الجديدة ، وقد أعد الجميع كحك العيد وباقي الحلوي لتناولها وتقديمها للأقارب والزوار ثم يخرج المواطنون في بهجة و سعادة للتنزه في شوارع مصر وربوعها . كما اعتاد بعض الناس على زيارة المقابر للتصدق على أرواح موتاهم ، و يخرج الشباب في جماعات للنزهة في النيل، وتشهد بركة الفيل و الأزبكية وجزيرة الروضة ازدحامًا هائلاً .

العصر الحديث : اما فى العصر الحديث يأخذ المصريون زينتهم و يحتشدون بعد طلوع الشمس مباشرة في الجوامع، ويؤدون صلاة العيد، ويحرص الجميع على ارتداء ملابس جديدة ومن اشهر الاكلات أيام العيد : الكعك ، المكسرات ، الفطير ، الشريك ، السمك المملح و هناك من يفضل أطباقًا من اللحم والبصل والطحينة . وكانت الفرق الموسيقية تطوف الشوارع تعزف وتغنى أمام المنازل، مقابل قروش زهيدة يجود بها الاهالي . و العيد هو موسم البهجة و السعادة عند الأطفال فى كل العصور، فالعيد يعني عندهم : العيدية ، الملابس الجديدة والكعك و الحلوى وزيارة الحدائق والسينما والملاهي وزيارة الأقارب و الأصدقاء ، يلهون و يمرحون مع وجود المراجيح في كل مكان في الميادين والمناطق الشعبية‏ و الساحات فى القرى . كما يحب الكثير من المصريين القيام برحلات إلى القناطر الخيرية و رحلات نيلية، أو يذهبون إلى حديقة الحيوانات و الاهرامات .

كحك العيد : و عن كحك العيد فهو من أهم السمات الأساسية في العيد ، و يعتقد الكثيرون أن كعك العيد بدأ فى مصر مع بداية العصر الفاطمي ولكن الحقيقة التاريخية تؤكد أن المصريون قد عرفوه منذ أكثر من خمسة آلاف عام اي منذ عهد الفراعنة حيث اعتاد المصريون القدماء تقديم الكعك على هيئة قرص الشمس وصنعوه من دقيق القمح والسمن وعسل النحل وكانت زوجات الملوك يقدمن الكحك للكهنة الحارسين للهرم خوفو فى يوم تعامد الشمس على حجرة خوفو وقد وجدت أقراص الكحك محتفظة بهيئتها ومعها قطع من الجبن الأبيض وزجاجة عسل النحل . أما فى التاريخ الإسلامى فيرجع تاريخ كعك عيد الفطر إلى الطولونيين قبل العصر الفاطمى حيث كانوا يصنعونه فى قوالب خاصة مكتوب عليها «كل واشكر» ليأخذ في عهد الإخشيديين مكانة أكثر تميزا و أهمية و يصبح من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر .

العيدية و الملابس الجديدة : و تظل العيدية أهم سمات الاحتفال بالعيد ، فينتظرها الاطفال مع أول أيام العيد من الأبوين و الأقارب ليفرحوا بها و يتباهوا فيما بينهم بما حصلوا عليه من نقود . و كذلك شراء الملابس الجديدة للأطفال أو الكبار فتجد الشوارع و المحلات قبل العيد و قد ازدحمت للإقبال علي شراء الملابس والاحذية الجديدة بمناسبة العيد لتدخل البهجة كل بيوت المصريين و المسلمين في العالم .. أكثر الله أعيادكم و أفراحكم و جعل كل ايامكم عيداً سعيداً .. كل عام و انتم بخير …

زر الذهاب إلى الأعلى