منوعات

أصل الحكاية .. فانوس رمضان

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

 

نسمة أحمد 
يعود ظهور الفانوس للمرة الأولي في مصر إلي أيام الفاطميين وتحديداً مع وصول المعز لدين الله الفاطمي إلي مصر حيث وصل من المغرب في الخامس من رمضان عام 358 هجريه. ولأن المعز لدين الله وصل مصر ليلاً أمر قائده جوهر الصقلي المصريين بالخروج لاستقباله فخرج الأهالي حاملين الفوانيس التي ارتبطت برمضان منذ ذلك الحين .
استمر ارتباط الفوانيس برمضان خلال العصر المملوكي .ففي هذا العصر كان الناس يجتمعون بعد عصر يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان في بيت القاضي ثم يتوجه الجميع إلي منطقة مرتفعة علي أطراف المدينة لاستطلاع الهلال، فلو صحت الرؤية يعود الناس إلي القاهرة في أعقاب صلاة المغرب حاملين الفوانيس المضاءة . و كان الأطفال أيضاً يستغلون فانوس رمضان للحصول علي النقود والهدايا من المتاجر والبيوت احتفالاً بقدوم رمضان ..
ويقال ان الحاكم بأمر الله الفاطمي أصدر مرسوماً بألا تخرج النساء ليلاً في مصر إلا إذا تقدمهن صبي يحمل فانوساً، وفي سنوات لاحقة لحكمه كان يتم تعليق فوانيس مضاءة علي أبواب البيوت ومآذن المساجد من المغرب وحتي طلوع الفجر ..
استمر وجود الفانوس كأحد أهم معالم شهر رمضان خلال العصور التالية ، وأشهر أنواع الفوانيس هي المركب والترام والمرجيحة وأبو سبله وعبد العزيز وغيرها، وكانت تلك الفوانيس تصنع من الصفيح وقطع الزجاج الصغيرة ..
وعلاوة علي فوانيس الأطفال أنتشرت في مدن مصر خلال القرن الماضي فوانيس الحارات الكبيرة التي يقوم السكان بتركيبها في منتصف الحارة أو الشارع وكانت تصنع من الخشب والورق الزجاج ..
والفانوس كان رمزاً قومياً في مصر فكان حكام البلاد مع بداية شهر رمضان يقومون بإرسال فانوس فخم إلي السلطان العثماني الذي كانت مصر تتبعه حتي منتصف العقد الثاني من القرن الماضي ..
ازدهرت تجارة الفوانيس الرمضانية وانتشرت في مصر خلال الفترة ما بين 1918 و1935 وفي تلك الفترة تعددت أشكال الفوانيس وتطورت ، فبعد ان كانت تضاء بالشموع ، اضحت في تلك الفترة تضاء بمادة الكرون الأبيض فتبدو كما لو كانت مصباحاً كهربياً،و تراوحت اسعارها في تلك الفترة ما بين مليمين و 5 قروش وفقاً للحجم والمواد الخام المستخدمة في التصنيع ..
وهكذا يظل الفانوس رمزاً يرتبط في أذهان الصغار والكبار معاً بقدوم الشهر الكريم وكل عام وانتم بخير

زر الذهاب إلى الأعلى