مقالات

أفكار بصوت مرتفع ... حقيقة الجاثوم

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !
زينب كاظم 
الجاثوم علميا يعرف بأسم ظاهرة (شلل النوم) أو الحالة التي يشعر فيها الأنسان على عدم القدرة على التحرك والتحدث أثناء نومه ،وقد وجدنا من خلال البحث عن موضوع الجاثوم أنه الكثير من الكتاب والناس كتبوا عنه لكن لم نجد أي تفسير مبسط عنه أو يدخل العقل بسهولة لكن وجدنا شخصا واحدا قد كتب عن ذلك بطريقة رائعة وسهلة لذلك أحببت أن اشارككم عن رحلة بحثي عن ذلك وهنا سنبتعد عن كل التفسيرات غير المفهومة العلمية البحتة والخيالية(الجن والشياطين ) وهنا يجب توضيح نقطة هامة لمن يدعي أن الجاثوم جن فالجن لا ينتظر مثلا أن ينام الأنسان كي يؤذيه أو يقتله وقد ذكر الجن في القران الكريم ﷽
﴿قُلۡ أُوحِیَ إِلَیَّ أَنَّهُ ٱسۡتَمَعَ نَفَرࣱ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَقَالُوۤا۟ إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبࣰا ۝١ یَهۡدِیۤ إِلَى ٱلرُّشۡدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشۡرِكَ بِرَبِّنَاۤ أَحَدࣰا ۝٢ وَأَنَّهُۥ تَعَـٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَـٰحِبَةࣰ وَلَا وَلَدࣰا ۝٣﴾ [الجن ١-٣]
وكذلك ذكر في كل الكتب السماوية واتضح أن الجن له قدرات خارقة تفوق قدرات البشر آلاف المرات لذلك وضع الله عز وجل عازل بيننا وبينهم فهم لهم عالمهم الخاص بهم ونحن لنا عالمنا الخاص بنا أي حتى وأن كنا في مكان واحد إلا أنه يوجد فاصل بيننا فلا يستطيع الجن أن يؤذينا ولا يستطيع أحد أنكار وجود الجن وهم قبائل فيهم المؤمن وفيهم الكافر ونحن كبشر لا يمكن أن نلتقي فيهم أو نحتك فيهم أو نحادثهم والله قد منع أي تواصل بيننا وبينهم فإذا كان الله عز وجل يريدنا أن نراهم مثلا لجعلنا نراهم أو على الأقل نشم رائحتهم لكن في بعض الحالات ممكن أن نشعر فيهم أو يؤذوننا أو قد نكون نحن من يؤذيهم دون قصد ،اذن الجاثوم لا علاقة له بالجن والأساطير والأكاذيب التي نقلت عن الناس كثيرة خاصة من الذين سبقوا عصر التكنولوجيا بكثير إذن كلامهم غير موثوق فيه أو مؤكد وافقهم العلمي محدود ذلك لأن هناك أمورا كانوا لا يستوعبونها واي شيء لا يستوعبونه يوعزونه للجن ،مثلا سنضرب مثالا بسيطا عن ذلك ففي ٢٨من ديسمبر من عام ١٨٩٥ م عرض في فرنسا أول فلم سينمائي صامت والفلم عبارة عن قطار يدخل في محطة فمباشرة عندما بدأ القطار بالدخول للمحطة أصيب المشاهدين بالذهول والرعب وهربوا من القاعة رغم أن التصوير كان عاديا وليس ثلاثي الأبعاد إذن اي ظاهرة تكون بنظرهم غير عادية يوعزونها للجن والشياطين .
و سنشرح شلل النوم أو الجاثوم بلا تعقيد علمي أو خرافات البسطاء ،ففي البداية سنشرح عملية النوم وهي عملية فيزيائية طبيعية يتوقف فيها عقل الأنسان نسبيا موقتا وتتعطل فيها عضلات الأنسان عن العمل نسبيا موقتا أيضا.
فما هو توقف عقل الأنسان نسبيا موقتا ؟وهو عدم القدرة على القيام بأي عملية حسابية مثلا ولو كان في أحلامه مثلا اذا سأل عن واحد زائد واحد وهي أبسط عملية حسابية لا يعرفها في أحلامه رغم أنه يعرف الجواب وهو اثنان وكلنا نعرف ذلك ويحدث ذلك بصورة مؤقتة فقط ،أما معنى نسبيا أي أن التعطل لا يشمل المخ بالكامل لأنه إذا تعطل مخ الأنسان بالكامل يسمى (ميتا اكلينيكيا ) أي مخه متوقف عن العمل لكن جسده يعمل لكن التوقف المؤقت للمخ معناه أن المتوقف هو عمليتين هما الأدراك والتفاعل أي الأنسان أثناء نومه يكون في حالة غياب عقلي لا يعلم ما يدور حوله ولا يستطيع التفاعل مع الأشخاص الذين معه في مكان واحد فليس من المستبعد مثلا أن تسأل انسان عن اسمه وهو نائم يعطيك اسما اخر بسبب تعطل عنصر الأدراك أو من المحتمل الا يرد بشكل نهائي بسبب تعطل عنصر التفاعل أي في حالة تعطل الإدراك يرد الأنسان ردودا خاطئة أو ليست صحيحة وفي حالة تعطل التفاعل لا يرد نهائيا ،وتوقف المخ أثناء النوم يكون نسبي فمن المعروف أن المخ يرسل طول اليوم اشارات للجسم ككل سواء في الصحو أو النوم فإذا توقفت تلك الأشارات مثلا ستحدث حوادثا داخل الجسد،وهذا الشق الأول من التعريف ومعنى الشق الآخر من التعريف هو أثناء عملية النوم تتوقف عضلات جسم الأنسان عن العمل أثناء النوم أي طوال فترة نومه لربما تكون لساعات أو دقائق حسب وقت نومه لكن هذا التوقف للعضلات أيضا بشكل نسبي وموقت لأن أعصاب جسم الأنسان التي يمر فيها الدم تكون مستمرة بالعمل طوال اليوم حتى أثناء النوم لهذا السبب نجد الكثير من الناس يتحركون ويتقلبون أثناء النوم وكل تلك الحركات نتيجة الأشارات التي يرسلها المخ وهذا لا يعني أن العضلات تعمل بشكل كامل فمثلا إذا كان الشخص يمسك كوب أو اي شيء اخر يسقط من يده بمجرد أن يدخل الأنسان في حالة النوم وهذا يعني أنه لا يستطيع حمل أي شيء ثقيل أو خفيف أثناء نومه وهذا يعني أن حمل الاشياء يحتاج إلى اشارات من المخ وهذه الأشارات لا تصل الا في حالة الوعي والأنسان في النوم يكون غير واعي ،وهذا أبسط شرح لعملية النوم لكن النوم عملية معقدة يحتاجها الجسم ليستعيد نشاطه وتحدث أثناء النوم الكثير من العمليات لكن نحن هنا ليس بصدد الحديث عن كل تلك العمليات ،لكن نحن هنا نريد أن تعرف كيف يحدث الجاثوم ،تبدأ عملية النوم بمرحلتين وتنتهي بمرحلتين وبترتيب معين لكن إذا تداخلت تلك العمليتين ستحدث كارثة فمثلا إذا استعد شخص ما للنوم واستلقى على ظهره ورأى شخصا آخر يرتب شيئا ما أمامه وبدأ يفكر بما حدث خلال يومه من أحداث وتبدأ عيناه تغمض شيئا فشيئا فيدخل الأنسان بالمرحلة الأولى فيبدأ عقله يغفو لكن العضلات تكون في وضع الاستعداد أي الأنسان يغفو لكن عضلاته تعمل فعلى سبيل المثال إذا صرخت على هذا الأنسان وأخبرته أن هناك حريقا ستجده يفز مباشرة ويصحو ويركض رغم خطورة افزاع النائم لكن هذا كمثال فقط لتوضيح أنه من السهل في هذه المرحلة أن يقوم الأنسان بسهولة من نومه لأنه عضلاته لا زالت تعمل وكلنا مررنا بهذه الحالة فعندما نجلس بباص يسير وندخل في تلك المرحلة من النوم نحرك رأسنا بقوة عندما يتحرك الباص فجأة بصورة أسرع أو عندما يحدثنا أحد وعندما يدخل الأنسان في هذه المرحلة من النوم وتكتمل معه يبدأ يدخل المرحلة الثانية وهي مرحلة ارتخاء العضلات ومن خلال هذه المرحلة ترتخي كل عضلات جسم الأنسان وهذا كله لحكمة إلهية وترتيب رباني فمثلا إذا كان العكس اي العضلات مرتخية والعقل يعمل سنشعر أننا صاحين لكننا مشلولين لكن الترتيب هو العقل يغفو ومن ثم العضلات ترتخي وبأجتماع هاتين المرحلتين يدخل الأنسان في مرحلة النوم الحالم وهنا ينفصل الأنسان عن الواقع ويظل يشاهد الأحلام ،لكن إذا حدث شيء ما أثناء النوم مثلا اذا كان الأنسان قد أكل وجبة طعام دسمة سيظل المخ يرسل إشارات للمعدة كي تهضم الطعام فإذا لم تستجيب المعدة لتلك الأشارات بسبب كمية الطعام الكبيرة سيظل يرسل إشارات للمعدة حتى تستجيب وتكمل عملية الهضم ومن ثم سيصحو الأنسان بكامل نشاطه وحيويته وتحدث افاقة كاملة بعد اكتمال المرحلتين بشكل عكسي أي تنشط العضلات أولا ومن ثم المخ حتى يصحو الأنسان بشكل كامل .
لكن في حالة أن المخ بدأ يرسل إشارات عديدة للمعدة لكنها لا تستجيب سيحدث العكس سيصحو العقل وتظل العضلات كأنها مشلولة وسيبدأ العقل يصور للشخص المشاهد التي رأها قبل نومه مثلا ذلك الشخص الذي كان يمارس عملا ما في نفس المكان الذي نام به ذلك الشخص ويحاول يصرخ لينادي من حوله لكنه غير قادر لا على الصراخ ولا على الحركة وهنا يتصور الأنسان أنه يرى ذلك الشخص لكن مخه يصور له أنه يرى من حوله فمثلا ذلك الشخص النائم يتصور أنه يرى من حوله يقومون بنشاطات من حوله وهو خائف جدا ولا يستطيع الحراك أو الصراخ ويكون في هذه الحالة يشعر وكأنه مربوط وفي الحقيقة لو كان الأنسان واعيا لوجد من حوله نائمين كذلك ولا يعلمون ما يدور حولهم وما يجري له لكن في هذه الحالة ومن شدة الخوف سيشاهد الأنسان حوله ناس يلبسون ملابسا سودا على سبيل المثال ويبدأ مخ الأنسان يهلوس بأمور غير موجودة بالحقيقة وكل ذلك بسبب أن المخ تفعل قبل العضلات اثناء ما يريد الأنسان يصحو من نومه والكثير من الناس عندما يصحون يسألون من حولهم هل رأيتموني أصرخ أو خائف فيجيبونه أطلاقا لم نراك بهذه الحالة وكنت نائما تماما وبسبب كثرة الخوف وصحوة العقل قبل الجسم ويأس الأنسان من أن يساعده أحد أو يسمع صراخه يتصور الأنسان أنه في حالة الموت وكأنه روحه تغادر جسده ويبدأ القلب ينبض بسرعة وانفاسه تضطرب ويشعر بأختناق وهمي لأنه في الحقيقة نائم ويتنفس بشكل طبيعي وهذه العملية تتم أثناء دقائق معدودة كم دقيقة وينتهي كل شيء لكن من شدة الخوف يشعر الأنسان وكأنه نائما من ساعات طويلة وهذه الدقائق هي ما يحتاجها المخ ليرسل رسائل للعضلات فتتحرك فيصحو الأنسان ولا يجد لا من كان معه في المكان ولا أي شيء أخر مفزع رأه مثل الظلمة أو الأشباح وغيرها ويجد نفسه نائما بشكل طبيعي على جانبه أو بطنه بعكس ما كان يعتقد أنه نائما على ظهره وتلك الأشارات استثنائية يرسلها المخ بشكل مستعجل للعضلات فقد لا تكون تلك العضلات استعادت نشاطها بشكل كامل لذلك عندما يصحو الأنسان بعد الجاثوم أو شلل النوم يكون منهكا وكأنه كان يركض أو يمارس رياضة وأحيانا يعود للنوم من شدة تعبه وارهاقه أو قد يظل يمشي في بيته أو المكان الذي كان نائما فيه ،اذن شلل النوم أو الجاثوم لا علاقة له بالجن أو الشياطين اطلاقا كما يدعي البعض لكن أسبابه عضوية بحتة وقد يأتي شلل النوم لأسباب نفسية مثلا كابوس رأه أثناء النوم أو حالة مر فيها قبل النوم أو لأسباب عضوية مثل مشاكل في المعدة كما أشرنا، لذلك ينصح الأطباء بأن لا نأكل وننام مباشرة على الأقل نأكل وبعدها بأكثر من ساعة وننام وللعلم ولتطمين الناس أنه لم تسجل أي حالة وفاة بسبب الجاثوم أو شلل النوم بكل بساطة أنه كلما يشعر به الأنسان أثناء النوم هو أعراض وهمية فقط،وينصح أنه عندما يحدث شلل النوم مثلا الا يتوتر الأنسان ويتعامل مع الموضوع والموقف بهدوء .
ذكر الله عز وجل والأيمان وقراءة القرآن والصلاة على محمد وال محمد وتسمية الله جل وعلا قبل النوم كلها تخفف من تلك الأعراض بالأضافة الى الألتزام بكل ما ذكرنا ،كفانا الله وإياكم شر كل ذلك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى