هو سيد محمد ابن (الأمام علي الهادي )عليهما السلام وهو غصن من أغصان الشجرة النبوية الشريفة وعلم شاخص من أعلام أهل البيت عليهم السلام ولد في قرية يقال لها (صريا) في المدينة المنورة وترعرع في كنف والده الأمام علي الهادي عليه السلام فنشأ على التقوى و العلم والورع والعبادة ومكارم الأخلاق والصفات الحميدة بلغ من جلالة القدر وسمو النفس وعلو الشأن مكانة عظيمة الى الحد الذي اعتقد الناس أنه الأمام بعد أبيه الامام علي الهادي عليهما السلام كما بلغ درجة من العبادة قل نظيرها فأعطاه الله من الكرامات ما سارت على الألسن والأفواه ،ومرقده الشريف ببلد في قضاء الدجيل التابع لمدينة صلاح الدين في العراق يقصده أصحاب الحاجات والمرضى يتوسلون به لمنزلته عند الله لقضاء حاجاتهم وروي أن سبب اطلاق لقب سبع الدجيل على سيد محمد أنه أن قبره الشريف كان مكانا خاليا من الناس ومن المعلوم أن مثل هذه المناطق الخالية تكون مرتعا للصوص وقطاع الطرق فكان الزائرون لمرقده الشريف يشاهدون سبعا ضاريا يجوب الأرض حول القبر وهو لا يدع أحد من اللصوص الوصول الى زواره بسوء حتى قال الشاعر في ذلك :ينام قريرا عندك الوفد انه …يهاب فلا يدنو الى ضيفك اللص ….. لعمرك هابوك حيا ميتا ….وهل قبل هذا خيف في رمسه شخص.
عاصر السيد محمد خمسة من الخلفاء العباسيين هم الواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز وقد توفي السيد محمد (عليه السلام) في خلافة الأخير كما عاصر سيدنا الكثير من الأحداث الأليمة التي جرت على الأئمة الطاهرين (عليهم السلام )وما جرى على أهل بيته من فجائع والام وماسي ،قيل في حقه الكثير فقد قال السيد المحسن الأمين في كتابه( أعيان الشيعة )السيد أبو جعفر محمد بن الأمام علي أبي الحسن الهادي جليل القدر عظيم الشأن كان عظيم الشأن كانت الشيعة تظن أنه الأمام بعد أبيه الأمام علي الهادي عليه السلام فلما توفي نص أبوه على أخيه أبي محمد الحسن الزكي عليه السلام كان أبوه خلفه بالمدينة طفلا لما اتى أبوه الى العراق ثم قدم اليه الى سامراء ثم أراد الرجوع الى الحجاز فلما بلغ القرية التي يقال لها بلد على تسعة فراسخ من سامراء مرض وتوفي ودفن قريبا منهاومشهده هناك معروف مزور ولما توفي شق أخوه أبو محمد ثوبه وقال في جواب من لامه على ذلك قد شق ثوبه موسى على أخيه هارون .
توفي السيد الجليل محمد بن علي الهادي سنة ٢٥٤هجرية ومرقده الشريف مفزع اللأئذين وملاذ اللاجئين وسطع كالشمس وقبلة الزوار من كل مكان وفي كل زمان وتجبى اليه الهدايا وله ما لا يحصى كثرة من الكرامات وخوارق العادات .
ما الدليل على أن الميت ينفع بعد موته؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حياتي خير لكم ومماتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خيرٍ حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت لكم”، رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
أذكر دليلا من الحديث على جواز الاستغاثة بغير الله.
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن لله ملائكةً في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرضٍ فلاةٍ فليناد أعينوا عباد الله”، رواه الطبراني، وقال الحافظ الهيثمي: رجاله ثقات.
هذا الحديث فيه دلالة واضحة على جواز الاستغاثة بغير الله لأن فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن نقول إذا أصاب أحدنا مشكلة في فلاةٍ من الأرض أي بريةٍ “يا عباد الله أعينوا” فإن هذا ينفعه. وهذا الحديث حسنه الحافظ ابن حجر، ونص الحديث كما أخرجه
أعمدة المذهب الحنبلي أنه مما يستحب قوله عند زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم إنك قلت في كتابك لنبيك صلى الله عليه وسلم: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابًا رحيمًا} [سورة النساء]، وإني قد أتيت نبيك تائبًا مستغفرًا فأسألك أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربي ليغفر لي ذنوبي”، فبعد هذا كيف يقول بعضهم إن زيارة قبر النبي للتبرك به والتوسل به زيارة شركية، فما أبعد هؤلاء عن الحق.
روايات صحيحة عن جواز التوسل والأستغاثة بغير الله ولا تعتبر شركا والعياذ بالله .