مقالات

أفكار بصوت مرتفع ... الجوائز الأدبية ومعاييرها

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

 

الصحفية زينب كاظم 
أن موضوع الجوائز الأدبية والمعايير التي تعتمدها اللجان أو الجهات المعنية موضوع مؤلم بل يدمي القلب ففي عقود مضت كانت تلك الجوائز انتقائية أكثر وتمنح لمن هو صاحب حق ولمن أفنى عمره بالعطاء وبأثراء الناس بمعلومات صحيحة والمساهمة بتفتح أذهان الأجيال وبمختلف الفئات العمرية وعلى وجه الخصوص الشباب الجدد والمراهقين وهي لا تمنح الا من وهب عمره بالكتابة حتى حفر اسمه على جدران التأريخ والأهم من ذلك أنها تمنح له وهو لازال على قيد الحياة وهذا الشيء يجعل الأديب والكاتب والصحفي يشعر بالأرتياح وأن عطاؤه وعمره لم يذهب هباء ويترك ذلك الأمر أثر نفسي حسن لديه وتكون الجوائز موثقة محليا و دوليا وعالميا وعددها محدود لأنها انتقائية فهي لا تمنح الا للمبدعين والمعطائين .
أما في الوقت الحاضر فالمسألة تغيرت جدا فأصبحت الجوائز لا تعد ولا تحصى ولا تعرف الرسمية منها من المزورة
وقد تكون مرفقة مع مبالغ مالية كبيرة بلا وجه حق وتعطى لمن هب ودب فالمحسوبيات والمنسوبيات باتت حدث فلا حرج وأصبحت تلك الجوائز تعطى( للفاشنستات )و(البلوكرية ) ولمن تملك جمالا ولربما يكون جمالا مزيفا وهو مجرد واجهة مكذوبة تملؤها عمليات التجميل والمكياج وللتافهين من البشر الذي يسؤؤن لأدمية الأنسان ولشرفه ويعطون صورة سيئة عن وطنهم ومناطقهم وعشائرهم التي ينحدرون منها بل الأمر المخزي أحيانا تمنح تلك الجوائز للغجريات والراقصات وبنات الليل ،ونجد الشباب المثابر والرجل الكبير الدارس والمعطاء والذي طرز اسمه على صفحات الزمن بماء الذهب والطهر والكاتبة النبيلة العفيفة المعطاءة مستبعدة من هكذا احتفالات ومهرجانات أما قسرا او قصدا منها لأنها لاتجد نفسها مع هؤلاء ثلة الفاسدين وتفضل ارضاء ربها وضميرها ومجتمعها المحافظ .
بل أحيانا الناس الراقين من الكتاب والأدباء أما يصفون من قبل جهات منحرفة حاقدة وقد يستبعدون حتى ينساهم الناس والمحزن المبكي أن كثير من هؤلاء الناس المبدعين لا يذكرون الا بعد موتهم فلا أحد يكافئهم على انجازاتهم ولا أحد يتابع وضعهم الصحي والمادي ولربما يموتون بكل هدوء بلا حتى تشييع يليق بأسماؤهم وعطاؤهم، اذن هناك أمر مخزي فظيع وتناقضات مضحكة مبكية في أن واحد فعلى الجهات المختصة واللجان أن تكون موضوعية وحقانية بتوزيع هكذا جوائز فلا تعطى هذه الجوائز الا لأصحاب الأنجازات العظيمة وليس للتافهين ،والله الموفق .

زر الذهاب إلى الأعلى