مقالات

مشاهد من كتاب " مصر شجرة الوجود "

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

 

بقلم المستشار عبد الكريم مقلد الوكيل العام الأول للنيابة الإدارية
ويستعرض الكتاب الخريطة المكانية والزمانية التاريخية للأنبياء والمرسلين في مصر من خلال مدلول البيان القرآني ، ونورد بعضا من تلك المشاهد …. ومنها الاستدلال على مصرية زمن سيدنا يوسف عليه السلام ، والاستدلال على احتلال مصر من الهكسوس في زمن سيدنا موسى عليه السلام ، حيث جاء في قصص سيدنا موسى عليه السلام دعائه في قوله تعالي [ قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ فَلَنۡ أَكُونَ ظَهِيرٗا لِّلۡمُجۡرِمِينَ (17) ] سورة القصص ، وكان الدعاء في سياق قصص الذي استغاثه ، والشاهد بمفهوم المخالفة أن لو كان زمن سيدنا يوسف عليه السلام هو زمن الهكسوس وقد كانوا قوما ظالمين محتلين فلم يكن سيدنا يوسف عليه السلام سيشارك معهم في حكم أو ولاية في البلاد وإلا عد ظهيرا لهم وقد كانوا قوما مجرمين ، وهذا دليل على أن زمن سيدنا يوسف عليه السلام هو زمن المصريين لا الهكسوس ، وكان زمن سيدنا موسى عليه السلام هو الزمن الذي كانت فيه مصر محتلة من الهكسوس
ومن المشاهد في الكتاب الاستدلال على اسم فرعون من خلال عموم صيغة المخاطب في القرآن الكريم فمن الملاحظ ان كل مخاطب بالنداء بقوله تعالى ” يا أيها ” فيعقبها صفة أو تعريف نوعي بجنس المخاطب كقوله تعالى ” يا أيها الذين آمنوا ” ” يا أيها النمل ” لذلك فالنداء في قوله ” يا أيها العزيز ” هو نداء تعريف لصفة وليس إسم ، أما كل مخاطب مجرد من وصف النداء المذكور أو اقتصر مخاطبته بأداة النداء ” يا ” فالملاحظ أنه إسم وليس صفة لذلك فإن الطواغيت المذكورين بأسمائهم كفرعون وإبليس وهامان وقارون هم مذكورين بأسمائهم حتى ولو اتحدت الصفة مع الاسم فيهم فالأصل فيه أنه تعريفا لهم …. ، لذلك فإن فرعون إسم لشخص معين وليس صفة لملوك مصر ، وقد يتصف غيره ببعض صفاته فيصير فرعونا بالوصف لا بالاسم كأبو جهل كما وصفه صلى الله عليه وسلم بقوله فيه ” أنه فرعون هذه الأمة ” ، لذلك فنسب حضارتنا إلى المصرية وليس الفرعونية
وتناول الكتاب عمل مقاربات بالدلالات القرآنية والتاريخية والتي أشارت إلى مقاربة الزمن التاريخي لسيدنا يوسف عليه السلام ومولده عام ٢١١٩ قبل الميلاد وتاريخ توليه الحكم في منصب العزيز ثم تعيينه نائبا ووصيا على العرش عام ٢٠١٩ قبل الميلاد في زمن الملك سنوسيرت الأول في عصر الدولة المصرية الوسطى
كما تناول الكتاب مقاربة الزمن التاريخي لمولد سيدنا موسى عليه السلام عام ١٥٩٩ قبل الميلاد ومقاربة فرعون زمنه وهو ابوفيس الأول والذي غرق وبعض جنده وخلفه بعده ابوفيس الثاني ثم خامودي والذي قامت حرب التحرير الكبرى عليه وعلى من بقي من آل وقوم وجنود الهكسوس ، وذلك بقيادة الملك أحمس بعد ما أعد ما استطاع من العدة ، وذلك بعد ما يقارب العقد من الزمن من عبور سيدنا موسى وبني إسرائيل البحر ، هذا و قد ورد ذكر أحمس بإشارة لطيفية في قصص سورة الكهف في قوله تعالى [ أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتۡ لِمَسَٰكِينَ يَعۡمَلُونَ فِي ٱلۡبَحۡرِ فَأَرَدتُّ أَنۡ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٞ يَأۡخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصۡبٗا (79) ] سورة الكهف
حيث كان الملك هو أحمس والذي فرض في زمن حرب التحرير حصار حديدي بري وبحري وكان يلاحق الهكسوس الذين فروا من طريق البحر وكان يغرقهم بسفنهم فتم نصر الله لعباده في الأرض .
وقد حمل الكتاب في عمومه رسالة في تصحيح بعض المفاهيم ومنها براءة نسب الحضارة المصرية من مسمى الحضارة الفرعونية
بقلم / عبدالكريم مقلد

زر الذهاب إلى الأعلى