مقالات

قصة مؤلمة

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

 

بقلم حمدى بهاء الدين
قال لى وهو يبكى وينزف حرقة أنه لم يعد يعنى لها أو لهم شىء ، هى لم تعد بحاجه إليه ، أصبح عندها كل شىء ، لم تعد بحاجة إلى رجل حيث أصبح عبأ عليها ، عبأ لا يطاق ولا يحتمل ، لم تعد تقبل وجوده أو سؤاله عنها أو الإتصال بها ، أو الإستفسار منها ، أصبح مجرد خادم بادعاء المسؤولية لا حق له ، لم تعد ترغب فى مشاركته الفراش أو الحلم أو المستقبل ، لا تقبل أن تكون خاتمتها معه ، ترغب أن تكون مستقلة بلا ضغوط ، اكتفت بعلاقاتها وإدارة أعمالها ، أصبح غيابه يسعدها ووجوده يؤلمها ، أصبح قيد يؤلم معصمها ويخنق أنفاسها كأنه هواء فاسد يعجزها عن تكملة الحياة خاصة بعدما أصبح هشا ضعيفا منكسرا ذليلا
لقد اكتفت بهم واستغنت عنه بهم وأصبحوا محور حياتها وغايتها ومن ثم عزفت عنه وتجاهلت وجوده وأنكرت عليه رغباته ، لم تعد تشاركه رغبة ولا تفضى إليه بأسرارها ، تغضب إذا سألها ولا تهتم إذا حضر أو غاب
هم أيضا لم يعد يعنى شىء بالنسبة لهم ، لا احترام له ولا تقدير ولا مكانة ، أصبح مثل الضيف الثقيل الغير مرغوب ، لا رأى له ولا قيمة له لا يجد منهم إلا الإتهام والتوبيخ والرفض ظاهرا أو باطنا لا حق له فى متابعة أو ارشاد أو نصيحة ، أصبح كابوس وجوده مؤلم وغيابه السعادة بكامل معانيها
نظرت إليه نظرة شفقة وقلت له هل هناك شىء أخر ؟ وكأنى أحاول أن أخفف عنه معاناته وأشاركه مأساته ربما يأتى وقت أكون مكانه وأعاني معاناته
رد بابتسامة ساخرة والمرارة تسيطر عليه والدموع متحجرة فى عينيه وهل بعد ذلك شئ ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى