مقالات

خيمة مع لقمة خبز

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

 

خالد السلامي 
اليوم صارت أقصى اماني المواطن العربي هي خيمة تؤويه مع عائلته ولقمة خبز تسد رمقهم وشربة ماء تروي بعض من ظمئهم وحتى هذه صارت بعيدة عن احلام البعض فصار الكثير من المواطنين العرب يأكلون الأعشاب وحشرات الأرض واخرون يأكلون التراب بسبب صعوبة وصول المساعدات التي تَمُن بها بعض الدول علينا وعليهم . بينما هم مواطنين يعيشون في وطن مقسم الى دويلات وكل دويلة منها تملك في باطن ارضها وظاهرها ما يكفيها لتجعل مواطنها يعيش في حالة من الترف والراحة ما يحلم به أي مواطن في العالم حتى في الدول المتقدمة لو وجدت القيادة الحريصة والحرة في استغلال ثروات بلدها بدلا من تحويله الى بلد مستهلك لمنتجات الاخرين اللذين يتحكمون بتجارتهم معنا حسب اهوائهم وطموحاتهم ومشاريعهم فيذلونا ان اعترضنا ويُقَطًِرون علينا ببعض ما يمنون به علينا من تجارة وبأموالنا كتقطير المذل المنعم ان حصلنا على بعض من رضاهم حيث تحولت ايراداتنا الضخمة الى مجرد أرصدة للآخرين مقابل تلك التجارة البائسة ، تلك الأرصدة الخيالية التي لو أُستغلت بالشكل الصحيح لجعلت من كل قطر عربي يابان او صين او سنغافورة وماليزيا بل وحتى امريكا وانكلترا وفرنسا والغرب المتطور عموما .
تُرى لماذا نصر على تحويل بلداننا الى مجرد أسواق لسلع ومبيعات الآخرين المدنية والعسكرية ونتقاتل فيما بيننا على كراسٍ ومصالح شخصية وفئوية و نقتل ونهجر اهلنا ومواطنينا بينما هم يستغلون انشغالنا بالفتن التي يحرصون هم عليها لإدامتها من خلال تعيين مندوبين ليس لهم دور سوى زيادة إوار تلك الفتن وادامة استعارها لغرض استمرار تسويق اسلحتهم وبضائعهن إلينا ثم يمنون علينا بفتات ما اخذوه من اموالنا وثرواتنا التي نهبوها ونحن غافلين مغفلين نتقاتل فيما بيننا على اتفه الأمور وأسوأ الاطماع التي اقل ما يقال عنها أنها دنيئة تلك الاطماع التي لا يمكن لأصحاب الفتن الوصول إليها الا باستمرار تلك الفتن وتجويع الشعب الذي صارت كل أمانيه خيمة ولقمة خبز وشربة ماء فقط .

زر الذهاب إلى الأعلى