مقالات

أفكار بصوت مرتفع … التجهيل الممنهج ..

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

 

زينب كاظم 
سنسلط الضوء في هذا المقال على موضوع مهم جدا وبات وصمة عار على جبين الزمن الحالي الا وهو موضوع التجهيل المقصود أو الممنهج وكلنا نلاحظ بشكل مستمر محاولة طمس وتشويه كل معلم وكل شيء جميل ومهم ومقدس لغرض أن يعود المجتمع للوراء وتظل أفكاره حبيسة ومشوهة ومغلوطة كي يبقى الأنسان ضعيفا مهانا راضيا بالقليل ولا يفكر أن يثور من أجل أبسط حقوقه ومن هذه الأمور الجمة مثلا محاولة تشويه الدين من خلال محاولة تشويه رموزه عن طريق تصميم فيديوهات متعوب عليها ضد رجل الدين المعمم والتلاعب فيها عن طريق الفوتوشوب أو الذكاء الأصطناعي أو نشر منشورات تنسب لرجال دين محترمين أو تأليف واخراج مسلسل يبين ان المرأة المحجبة والتقية والمتدينة والتي تحمل مسبحة دائما وتصلي الفروض في وقتها ما هي الا منافقة أو عاهرة وكذلك الرجل المتدين لكن بشكل مخفي وغير معلن وفي مسلسل اخر توضع شخصية رجل مخمور دوما لكنه ذو غيرة وناموس رغم أن الخمر علميا يذهب العقل ويضعف الأعصاب ويجعل الأنسان يتصرف بلا وعي فكم جريمة حدثت بسبب شرب الخمر وجرائم كبرى يندى لها الجبين و يموت على شرفاتها السامة الحياء كأن يكون مثلا أب يغتصب بنته أو رجل يقتل انسان بريء لا يعرفه أو امرأة ترمي طفلتها من أعلى شرفة المنزل أو رجل يدهس طفل لأنه مخمور وغيرها وغيرها وكلنا يعلم ان الله لا يحرم شيئا الا وفيه مضرة كبيرة على الأنسان قال تعالى (أنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فأجتنبوه ) اذا هناك تنبيه الهي واضح على خطورة شرب الخمر ومن ثم يأتي شخص غبي ويوضح بمشاهد تليفزيونية أو فيديوهات أو غيرها أن شارب الخمر صاحب نخوة و الباحث في الدين فاسد فأي أعراف تريدون تسقيطها وأي أخلاق وقيم تريدون دفنها حية .
وكذلك مشاهد لا تعد ولا تحصى لتشويه الطقوس الحسينية رأيناها بأم أعيننا داخل مسلسلات رمضانية والكل يعلم أنه في شهر رمضان المبارك تكون نسب المشاهدات عالية مثلا هناك مشاهد أليمة جدا تصور فتيات شابات وفاشنستات وهن قرب قدور الطبخ الخاصة بثواب سيدنا الحسين عليه السلام لكن في أوضاع خادشة ولبس فاضح وتصوير بشكل جنوني ونشر وكل ذلك يسيء لشخصية الأمام الحسين عليه السلام ويقلل من شأن تلك الطقوس الراقية التي تدل على أننا مسلمين ونحزن ونستذكر فاجعة مقتل الأمام الحسين الأليمة لأن الأمام الحسين عليه السلام سبط نبي الرحمة والأنسانية النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم لكن كل تلك الأباطيل لا تجدي نفعا وكل عام من شهر محرم الحرام تزداد الزيارة ويزداد الناس عشقا بالحسين عليه السلام فهيهات لخفافيش الظلام ازالة وتغطية شمس الحق و الحقيقة وكذلك كلنا سمعنا وشاهدنا أنه وضعت أسماء مقدسة في الكثير من المسلسلات التليفزيونية والأفلام والمشاهد عند طائفة معينة لتجار مخدرات وقتلة وهذا الأمر حتى وان كان غير مقصود يجب الحذر من السقوط في شركه مرة اخرى لأنه يعطي صورة مشوشة وغير واقعية للرموز الدينية خاصة عند الأطفال أو الناس قليلي الخبرة والوعي بالدين والعقيدة وكل ذلك يدل على أنه هناك حرب فكرية ضد الدين .
لكن المحزن أن هناك مراهقين وأو صغار السن يشاهدوا هذه المشاهد وهذا كله يعكس صورة غير واقعية تظل عالقة في أذهانهم مدى الحياة مع شديد الأسف .
ويجب الأشارة كذلك الى الألعاب الأكترونية التي تعد مضيعة للوقت واستنزاف للعقول والتي تسبب الأكتئاب والعصبية .
كذلك نشر الفيديوهات واللقطات التي توضح بشكل مغلوط أن المخدرات تسعد الأنسان وتعطيه لحظات الأحلام التي يصبو اليها مع التفنن بالطرح سواء أكانت بفيديوهات كارتونية او واقعية وهذا أخطر من المخدرات نفسها لأنه سيجعل الأطفال والمراهقين يبحثون بشغف عن تلك المخدرات كي يصلوا لتلك السعادة المزعومة وهم لا يعرفوا أن المخدرات طريق الموت الذي يأخذ الناس الى الموت لا محالة لمن يركب في مركبه النتن لأن طريق العودة صعب وسعر تذكرة الرجوع باهض الثمن لذلك يجب أن نوعي الناس لخطورة ذلك كلنا من أفراد داخل الأسرة الى أكبر مؤسسة في الدولة لأن لا شيء أغلى من فلذات أكبادنا .
ومن الأمور الأخرى التي تسعى الشياطين من السياسيين أو من الدول الكبرى الى تدعيمها وهي التركيز على ما بين الفخذين بطرق شتى واهمال العقل وتطوير الذات مثلا الحرص على بث فيديوهات اباحية ونشرها أو نشر أعلانات وهناك يلبسون الجنس ثوب الطب والعلم مثلا كلنا نشاهد يوميا العشرات من الأعلانات التي تعلن عن منتجات تقوي الجنس والأنتصاب وغيرها بلا حياء ومن المخزي أن من يطرح هذه الفيديوهات نساء يرتدين ملابس الطبيبات او الصيدلانيات ومعهن رجال في الأعلان والأثنان يتحدثون عن قوة المنتج وهذا الأمر محزن لأنه حتى من يريد ان يسترزق مثلا هناك طرق أكثر تهذيبا وحياء أما الناس الذين يعانون من ضعف فهناك أخصائيين وأطباء أكفاء يعالجون الضعف بسرية والطب تطور ويمكن مراجعة الناس لهم في أي وقت .
كذلك الأقلال من شأن المعلم والتربوي عن طريق نشر فيديوهات لتربويين في أوضاع خادشة للحياء أو نشر صور لتربويين يتقاضون رشاوى وهناك كارثة كبرى من أولياء الأمور والأمهات الجاهلات والأباء الجهلة تحديدا وهي تشجيع أولادهم على اهانة رمز العلم وضربه أو عدم احترامه بل دفعه على تدمير تلك القامة الشامخة رغم أن كل جذورنا وكل مبادئنا الصحيحة تدعو الى احترام المعلم يقول الشاعر
(قف للمعلم وفه التبجيلا …كاد المعلم أن يكون رسولا )
ومن علمني حرفا ملكني عبدا )بتشديد وفتح اللام .
كذلك هناك طامة كبرى اخرى وهي تشويه صورة الأم وتصوير فيديوهات ونشرها لأمهات مدمنات او عاهرات او قاتلات او معذبات لأولادهن وهذا كله يتعبر رمز سيء للأم واعطاء صورة شائهة وغير،سليمة للأم التي كرمها الله وجعل الجنة تحت اقدامها وذكرها واوصى فيها في كتابه العزيز القران الكريم قال تعالى مشيرا إلى شدة آلام الحمل على الأم (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا)
بل كذلك وصل الأمر الى الأساءة الى ربة البيت وجعلها تخجل من انها ربة بيت رغم أنه وظيفة الأم ربة البيت صنفت عالميا على انها اصعب مهنة في العالم وعندما وضعوا عدادا يحسب ماديا ما تقوم به المرأة يوميا وجدوا عملها يعادل الاف الدولارات سنويا أما التعب المعنوي والسهر والقلق لم يجدوا له مبلغ مادي يفي جهدها العملاق .
وهناك شيء اخر نود أن نذكره وبصراحة هو أمر يقشعر جدا وهو انشار فيديوهات مغلوطة وبعيدة عن الواقع لأناس يقولوا ان الأئمة في الحقيقة ليسوا مدفونين في البقعة الفلانية وهذا الشيء محزن ومخزي كذلك وهي أن يبحث الناس عن الأنتشار والشهرة على حساب الحقيقة فال البيت عليهم السلام المعروفين والواضحة والمعلمة أضرحتهم بكل تأكيد هم فيها ،اما الأضرحة الوهمية ووضع قطع القماش على عمود كهرباء أو مولدة او ادعاء أنه هناك بنت او ابن أحد الأئمة هنا فهذا باطل وتجهيل ممنهج وواضح .
وأخيرا وليس اخرا أنه وجدنا أن بعض الدول والحكومات تدس السم بالعسل وتضع الوان علم المثليين على الكتب والطامة الكبرى احيانا نجده على كتب الدين الدراسية او قد تصنع ملابس او محافظ او غيرها تحتوي على رسومات تدل على علم والوان المثليين المقززة لجعل الناس والاطفال بلا وعي يتقبلونهم بل وحتى يقتدون بهم رغم انه طريقهم مقرف جدا والقران الكريم اشار في اية واضحة وصريحة انه خلق نوعين من البشر لا غير قال تعالى (وخلقناكم من ذكر وانثى ) والمثليون منبوذون جملة وتفصيلا .
ان كل ما ذكرت هو لعبة سياسية رغم اننا نبتعد عن السياسة ولا نريد تسييس الأمور ووضع على السلبيات على شماعة السياسة الا اننا نرى امورا واضحة وضوح الشمس ولا يمكن اغفالها والهدف من ذلك هي عندما يظل الناس في سبات وجهل صعب على هكذا شعب الثورة والصحيان والمطالبة بالحقوق .
وما كتبنا لا يعني ان البلد مثالي فبكل تأكيد هناك رجال دين يتسترون تحت عباءة الدين للتغطية على مصائبهم وطمعهم وجشعهم ويخلطون الدين مع السياسة وهؤلاء يفضحون انفسهم بمرور الوقت ونهجهم السيء واضح جدا فرجل الدين الحقيقي والنزيه لا يخلط الدين مع السياسة ولا يغتني من حرام ،وكذلك هناك معلمين يعتبروا رمزا سيئا للتعليم وشوهوا صورته وأوصلوا التعليم الى الأنحطاط والحضيض مع شديد الأسف كذلك هناك امهات يعتبرن مثالا سيئا للأم وهناك سلبيات اخرى كثيرة لا تعد ولا تحصى مثل دفع الفتيات الى عمليات التجميل والتغيير في خلقة الله عز وجل وعدم القناعة بالشكل والجمال وكذلك التركيز على الطعام رغم انه وسيلة للعيش واستمرار الحياة وليس وسيلة للبذخ والتباهي فهذه كلها قشور زائلة وهناك نسبة مجاعة كبيرة في العالم لذلك نشر الطعام بشكل دائم ما هو الا ضعف في شخصية الأنسان واهمال الجانب الديني والأنساني ، أن القصد هنا هناك حملة تشويه مقصودة للرموز المقدسة والتي ذكرتها الكتب وقدسها الناس لما تقدم من خير ومن جهود عملاقة وعطاء قل نظيره أن كل ذلك وما تعلمناه نحن الجيل الأقدم جعلنا نتسلح برادع ديني واخلاقي ولدينا مباديء ومقدسات لا يمكن تشويهها لكن في الوقت الحاضر يريدون التشويه عنوة وقصدا ونشر الرذيلة والتشكيك بكل ما هو صالح ومقدس فهذه بكل تأكيد حرب الكترونية واضحة لأن هناك امور لا تحل بالنقد الهدام والتسقيط بل بالتوعية والستر ويجب أن نعتبرها شيئا نشازا وليس مألوفا كي نتمكن من القضاء عليه.
فهل كل ما يحدث خطة صهيونية وامريكية أم هي حرب سياسية فكرية أم أن الناس لا تستخدم الأنترنيت والتطبيقات بشكل صحيح وهو يعتبر سيف ذو حدين ويجب أن نحسن استخدامه لتطوير مجتمعنا ودفعة عجلة تقدمه للأمام ،أن الحقيقة هي كل الأسباب التي ذكرت .
نسأل الله أن نكون ممن يترك جميل الأثر في بلداننا ومجتمعاتنا .

زر الذهاب إلى الأعلى