مقالات

مآبين صبّاح الحشاشين وافاعي بيت الرفاعي

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

 

بقلم / وفاء ابو السعود
ما ان يقترب رمضان في كل عام ويهل علينا بهلاله الا وقد تكون قد عُدت له العدة قبل حلوله بشهور في سباق محموم بين اطياف من الفن والفانين فتطل علينا مسلسلات رمضان علي كل شكل ولون ، حتى انه ومن كثرة عددها يتوه المشاهد بين اروقة القنوات الفضائية ، ناهيك عن برامج كشف الاسرار ، وظهور المستخبي ، ولا مانع من العرافة ونشر بعض الفضائح ، وكأن الفن في اجازه طوال العام حتى يأتي رمضان .
تابعت كما تابع غيري بعض المسلسلات ، فبدا مسلسل الحشاشين ومؤلفه عبد الرحيم كمال و بطولة كريم عبد العزيز وهو الأكبر انتاجا وكانت البداية موفقة بعرض بعض الخرائط والرسوم تمنيت وقتها لو كان التاريخ يُدرس بهذا الشكل لما له من ـثير إيجابي على سرعة الفهم وثبات المعلومة
بدأ المسلسل بكلمات قليلة من بطل العمل في سن صغير وهو حسن الصباح وعهد بينه وبين الاصحاب الثلاثة للقضاء علي الظلم ، كان هذا الشعار الظاهر الذي تدور حوله الاحداث ولكن الحقيقة الكامنة هو خدمة لتلك الدعوة النزاريه الباطنية الشيطانية التي تستخدم اي وسيله في السبيل الوصول الي مأربهم و رغباتهم بتسيد العامة ، حتى ولو كان ذلك علي حساب الدين وذلك من خلال الترويج لمذهب باطل يسعى لخدمة صاحبه واستعباد صغار العقول والتلاعب في معتقداتهم وترسيخ المفاهيم والنظم التي تبيح لهم التسلط على رقاب العباد بتنفيذ الاوامر واجتناب النواهي والتضحية باي شيء في سبيل ارضاء صاحب المذهب حتي ولو كان بإزهاق الروح .
ذلك الحسن الذي عاش في فكره من وحي خياله، مبتدعا قصه خياليه هو بطلها الاوحد واضعا لنفسه مرتبه تفوق مرتبه البشر حتى خطر بباله فكره شيطانيه وهي تصوير الجنة علي الارض وكان سبيله في ذلك استخدام مخدر الحشيش وبعض الفتيات الجميلات ( الحور العين ) لأيهام بعض الافراد واكتساب ولائهم اللانهائي طمعا في الجنة التي هو صاحب مفتاحها حتى يبذل روحه راضي قانع فدى الشيطان ولاغتيال كل من يعارض حجتهم مختصا في ذلك اهل العلم لأنهم العدو الحقيقي .
تلك الفئه و حتي وان لم يثبت صحة اطلاق تلك الكونية ( الحشاشين ) فقد جسد الشخصية الفنان كريم عبد العزيز بإبداع بالغ ظهر في اداءه حينما قيد نفسه لتلك الدعوة الخبيثة والتدبير الشيطاني ، والحيل لا تنتهي لتحقيق مأربه خاصة حينما حل على قلعة الموت زائرا ليقوم بالاستيلاء عليها خلال ثلاثة أيام مذكرنا بقصة اغتصاب الأرض المقدسة و مشاهد أخرى توضح رداءة تلك الشخصية المتناقضة ضاربا بالحق عرض الحائط على طول الخط و بشكل فج ، ظهر ظالما مستهينا بدماء المسلمين لحد يفوق الخيال في سبيل الوصول الي ما يصبوا اليه ، وظهر في مشهد اخر بقمة العدل الوهمي حينما امر بقتل ولده لأنه قتل معلمه.
قصة الحشاشين وصناعة الأوهام واستغلال جهل العامة لخدمة الذات قد تكون قصه لكل عصر حتي ذلك العصر الحالي الذي نعيشه ورغم ان قصص التاريخ كثيرة والرغبة في ان ننهل منها كبيرة لدى الأغلبية
إلا أن هذا العمل قد خرج عن كافة الحدود لأنه تعرض الى ثوابت اصيلة في صميم الدين .
لذلك فاني لا اجد مغزى حقيقي من سرد تلك القصة ولا من عرض لتلك الشخصية التي تم تجسيدها في ابشع صورها ، ليس علي حساب القيمة والمبدأ فقط وانما علي حساب اسس دينيه وثوابت قد تترك في وعي صغار العقول اشياء مغلوطه ، تذبذب فكرهم وتشوش دينهم ، وتدفعهم الي طريق مظلم مملوء بالمخاطر و بالألغام التي قد تتفجر في صميم قلبه وايمانه .
انا ليس لدي دليل علي صدق تلك الرواية، ولا علي كذبها ، لكني اري بانه ورغم ان الابداع مجال يتسع لكل الاطياف والمذاهب والقصص التاريخية ، الا انه ولأننا اصبحنا الان في زمن اللاوعي واللامنطق واللا حقيقه فكان من الأجدر عدم التعرض لمثل تلك القضايا ولا أحياء لذكراها الدنسة . خاصة وأنه ومن الممكن ان يكون هناك ولو قله تحاول احياء تلك الافكار الشيطانية.
واما عن بيت الرفاعي ورغم جمال القصة للمؤلفة بيتر ميمي وواقعيه احداثها وواقعيه الجزاء لمن يسير في طريق الظلم الا ان المؤلف وكاتب السيناريو والحوار قد استهانوا بالمُشاهد بشكل فج في بعض المشاهد حينما جعل بطل العمل يعيش حياه هادئة دون اي مطاردة من الشرطة رغم انه في نظر القانون قاتل هارب ، فصار يسير في كل الأحياء ويمارس حياته بشكل عادي جدا دون اي مطاردة ويمارس عمله في أمن وأمان ويحقق نجاحات في ظل هذه الظروف الغريبة وهو أيضا ما يخرج عن حدود المنطق والمعقول مع عدم دقه صياغه بعض المشاهد ولا حبكتها الدرامية فضلا عن استهلاك الوقت ليكمل المسلسل الشهر كاملا
كل عام والأمة الإسلامية والعربية بألف خير

زر الذهاب إلى الأعلى