مقالات

أفكار بصوت مرتفع …. العقيدة

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !
زينب كاظم
العقيدة
سنسلط الضوء في هذا المقال على موضوع شائك وكل واحد يفسره على هواه رغم أنه موضوع واضح جدا ولا يندرج تحت تعريفات المصطلحات المطاطة التي كتبنا عنها في مقالات عديدة والتي تعطي أكثر من معنى لعمقها ولتشعبها واختلاف الأراء حولها الا أن هذا الموضوع واضح جدا لمن يدركه ويفهمه بصورة عميقة وصادقة ومستفيضة الا وهو موضوع العقيدة ،والعقيدة لها تعريفات عديدة حسب
ما وجدناه في محرك البحث كوكل لكن هناك تعريف جذب انتباهنا لعمقه ولأنه مختصر وواضح وواقعي وهو .
العقيدة اعتقاد وهو الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده. والجمع: عقائد. وتعنى ما عقد الإنسانُ عليه قلبه جازماً به من الأفكار والمبادئ؛ فهو عقيدة، سواءٌ؛ كان حقاً، أو باطلاً، وتستخدم الكلمة للإشارة إلى الإعتزاز برأي معين.
والذي أعجبنا في هذا التعريف انه لم يقتصر على عقيدة الدين فقط فالعقيدة تتضمن أفكارنا الأجتماعية والدينية ومبادئنا التي تربينا عليها بل وحتى انسانيتنا .
لكن للأسف رأينا عدد مهول من الناس يدعي المثالية والذكاء وعلى أنه يفكر خارج الصندوق ويبدأ يسيء الى مجتمعه وأبناء مجتمعه وينعت ناسه بأن أفكارهم مغلوطة ويكرر مصلح القطيع وكلنا يعرف أن المقصود بالقطيع هو قطيع الحيوانات وقد يضع صورا شخصية غامضة مثل رجل مغمض العينين يسير في بداية قطار من البشر وكلهم يتبعونه لمجرد أنه يسير أمامهم ويتقدمهم أو يضع فنجان قهوة تلك الصورة التي ابتلينا بها وكل من يدعي الثقافة يضعها وكأن الثقافة مرتبطة مع مشروب محدد رغم أنه حتى التفاح أثبت العلماء أنه يعمل كمنبه لمن يريد أن يصحو ويصفي ذهنه لغرض الكتابة والقراءة وهذا النوع من البشر اخذوا يتكاثرون يوما فيوما حتى صاروا حالة وقد أعتدنا أن نكتب عن كلما يكون حالة وخاصة عندما تكون تلك الحالة سلبية مسيئة للدين والمجتمع والتوجه والأنتماء والمذهب والبلد ككل فمن يتهجم بهذه الطريقة ويدس السم بكلامه ونشره وصوره هذا شيء يهدم مجتمع بأسره وخاصة هناك من مراهقين وشباب صغار وناس قليلي وعي وخبرة ترتاد الأنترنيت ربما تنجذب لأفكاره السامة لمجرد أنها مختلفة لذلك التنبيه والتحذير واجب خاصة ورأينا من يعيد الكلام أو النشر نسخا ولصقا لأن المراهق او قليل الوعي يجذبه الأختلاف فقط بلا دراسة وتمحص ووعي حقيقي.
ورغم أن العقيدة سلسلة مترابطة وحلقات متصلة من الدين الى المجتمع والأنسانية والمبادئ والقيم والعادات والتقاليد الا أننا سنتحدث عن العقيدة في البداية كعقيدة دينية لأنه كلما نتحدث عن العقيدة مباشرة يتبادر الى ذهن السامع العقيدة الدينية ولكون العقيدة الدينية أهم شيء في حياة الأنسان والمجتمع ككل لكن للأسف نجدها مادة دسمة يستعملها الحاقد او بعض الجهلة طريقة للتهجم بصورة مبطنة وضربا تحت الأحزمة فتارة بكلامه أو بنشره أو بترويجه لأفكارا سامة ونشره لفيديوهات مثيرة للجدل وللريبة وهي محاولة لزعزعة الناس عن عقيدتهم الحقيقية المحترمة فمثلا البعض ينشر بصورة متكررة لرجل دين بتستر تحت عباءة الأسلام ويرتدي عمامة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وعمامة الأمام علي عليه السلام وما هو الا انسان حاقد يستغل الأضواء وقدرته على ايصال صوته النشاز للعالم بأفكار مغلوطة واتهام الناس بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان وبعد مدة من الزمن يتضح لنا أن كل ما قاله أباطيل تسيء للناس وللمرجعيات وللشرفاء خاصة بعد أن يخرج المتهم بتلك الفتاوى ورغم رجاحة عقله وثقله وقاعدته الجماهيرية الكبيرة وصدقه الا انه يخرج للناس بأعصاب منهارة كونه اتهم بأباطيل الا ان لباقته ووقوف الحق بجنبه يجعله لبقا بالكلام ويوصل لنا الحقيقة بأكمل وجه .
أما الطريقة الأخرى للأساءة للدين مثلا التهجم والتنمر والفيديوهات التي تسيء للشعائر الدينية الحسينية بشتى الطرق من فيديوهات مفبركة الى انتقادات ونكت أو اتهامات عديدة تارة بالبدعة وتارة بالشرك وتارة بالجهل وما البدعة الا ما يفعله هؤلاء الضللة ونحن كتبنا العشرات من المقالات التي توضح بشكل عميق كل واحد من هذه الطقوس على حدة وكذلك شرحنا طريقة تفكير الناس التي تمارسها لكن هناك من يستصدر الفتاوى لوحده وهذا الأمر بدعة كبرى كفيلة ان تدخل فاعلها النار فلا تتحدث مالم تعرف عقيدة غيرك بشكل مضبوط و لاتنتقد أحد فلربما من تنتقده يكون أقرب منك الى الله لأن هناك عبارة دوما نكررها لجمالها وكفايتها وهي لا يزكي النفوس الا خالقها .
كذلك هناك من يدعي أنه مثقف ويفكر خارج الصندوق ويطرح أسئلة ومن الأسئلة التي جذبت انتباهنا هي أنه هناك حديث نبوي شريف يخاطب به النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم الأمام علي عليه السلام ويقول (يا علي لا يحبك الأ مؤمن ولا يبغضك الا مذعذع )فسأل النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم من هو المذعذع يا رسول الله فقال النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم المذعذع هو ابن الحرام اما يكون ابن زنى او ابن حيض ،والسؤال الذي يطرحه وما ذنب ابن الزنى او ابن الحيض أن كان أبواه هم من أخطأ ولربما عندما يكبر يكون ذا خلق حسن حسب البيئة والتربية وهنا نرى غباء مفرطا وليس ذكاء ودراية كما يوحي السؤال وطريقة طرحه للسامع والحديث صحيح والنبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم عرف ببساطة اسلوبه وصدقه وجزالته ووضوحه كي يصل لكل الناس من مختلف الفئات والمستويات العلمية والثقافية والسؤال يحل نفسه بنفسه لأنه هنا المعروف عن ابن الزنى او ابن الحيض نجسا والنجاسة غالبا تنعكس على خلقه بالفطرة وابن الزنى غالبا يكون لقيطا بلا أهل ولا يعيش تحت جلباب وكنف عائلة تعلمه وتعطف عليه وتأويه فيتربى عديم الأخلاق لديه ميول أجرامية وأخلاق الشارع واسلوبه فض كذلك يتربى حاقدا على كل من يكون تربى في بيئة نقية وتلقى تربية وخلقا راقيا لذلك يكون كجرثومة في مجتمعه وهذا ابن الزنى او ابن النجائس النجس بصورة مادية واضحة ويكون يكره الحق والحق كله متجسدا بعلي عليه السلام (يقول النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار)
لذلك يكون مبغضا لعلي ،أما من يتربى في بيئة ترضعه بغض علي ومجتمع ينمي داخله كره الأمام علي عليه السلام والأئمة المعصومين من ولده فيكون حاله حال ابن النجاسة وابن الحرام كخلق سيء مجازا وليس بشكل مادي ملموس .
أما الفئة النادرة التي تكون من أبناء الحرام والنجائس لكنهم يتربون في بيئات تدعم عندهم أخلاقا سامية فهؤلاء فئة نادرا والمقصود في الحديث الشريف ليس هؤلاء فديننا دين الأنسانية والرحمة ،وعموما كلنا حتى في كلامنا عمن يؤذينا ويؤذي أحبتنا نقول عنه ابن حرام لا بل حتى بدعواتنا ندعو أن يبعد الله عنا أولاد الحرام وهذا الأمر طبيعي وكلنا يعرفه لكن الدين والعقيدة فطرة وهذا النوع من الناس من مدعي الثقافة ليس لديهم فطرة يعشقون بها دينهم ونبيهم والأمام علي عليه السلام وكذلك هم بعيدين عن المنطق والروايات والدراسات فالدين ليس عواطف و أمزجة بل هو روايات ودراسات ومنطق وتأريخ وهؤلاء بلا دراسة يأخذوا الأمور من مناطق هشة ومن ثم يتبجحون ويبدأؤن بطرح الأسئلة من ذيل الأمور وليس الرأس ولا ينظرون بمرايا الصدق بل بمرايا الحقد للأسف، وهنا سنطرح مسألة اخرى فهناك بعض الناس مثلا من ينتمي لأحزاب ومؤسسات يغذي رؤؤسهم بأفكار عالية السمية وهم يتقبلونها لربما من أجل مصلحة ما أو لأنهم مهيئين لتقبلها فمثلا اذا رأنا أحدهم نحزن بذكرى استشهاد الأمام علي عليه السلام يندهش وكأنما هو جاء من كوكب اخر ويقول بكل جحود أنا لا أحزن على انسان مات قبل قرون ولم اعش في عصره ولم أر منه شيئا يغذي مصالحي وكأنما يتحدث عن سياسي أو شخصية عادية مع شديد الأسف وكأنما هو غبي أو يتغابى فالدين والأنسانية التي يدعيها البعض وجهان لعملة واحدة وأقصد الدين الحقيقي والأنسانية الواقعية فلولا الدين لما وجدت الأنسانية والأنسانية ليست شيئا فضائي أو مجهول بل هي شيء يمارسه بشر خلقهم الله من أجل الحق والأنسانية وهؤلاء البشر ليسوا بناس عاديين بل هم أنبياء بعثهم الله من أجل احقاق الحق وتدعيم اسس وقواعد الأنسانية وكلنا يعلم جيدا كم اوذي الأنبياء وحوربوا ودفعوا ثمن توحيدهم وعدالتهم وصدقهم وانسانيتهم وكان خاتم الأنبياء والمرسلين سيد الكائنات النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وكان الحق والعدالة والشهامة متجسدة بشخصه الكريم وهذا النبي الذي حمل أخلاق الله على الأرض قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم (أدبني ربي فأحسن تأديبي ) وقال تعالى عن نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم (وأنك لعلى خلق عظيم )اذا هذا النبي الذي يحمل كل هذه الصفات السامية أوصى بروايات لا تعد ولا تحصى بأهل بيته الأطهار وبالأمام علي عليه السلام وهذه المحبة وهذه الوصايا لم تأتي من فراغ بل لأنهم جديرين بكل الحب بعطاءهم وايثارهم وتضحيتهم من أجل الدين وبثقافتهم فهم عالمين غير،معلمين وبنقاؤهم وشجاعتهم وأولهم الأمام علي عليه السلام ذلك الأنسان العظيم عطاء وزهدا وثقافة وايثارا وهذا ليس كلام العرب والمسلمين فقط بل حتى المستشرقين من الغرب والباحثين أول انسان انتهلوا من علمه وعلى رأس هرم دراستهم الأمام علي عليه السلام يقول الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو: ( ما وجدت في التاريخ من يستحق كلمة أستاذ بمفهومها سوى رجل واحد هو علي بن أبي طالب) وكذلك يقول الأديب المسيحي لوركا (عرفت أن الله مبدع عندما خلق علي بن ابي طالب )والأمام علي في غنى عن شهادة اي انسان لكن المقصود أنه هناك من ليس من بيئتنا و ديننا لكنه عندما درس وتوعى عرف قيمة هذه القامة الشامخة الشاهقة فالأمام علي مفخرة للمسلمين وللعرب أجمع فالأنسانية التي يدعيها الأحزاب أساسها النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم والأمام علي عليه السلام فدستور الدين ودعائمه والأنسانية كلها وضع اسسها الأمام علي عليه السلام فعدم وجودك في زمانه يا من تدعي الأنسانية وتنكر فضائل علي ،علي هو من دعمها بالعلم والأنسانية والدم فهو العالم بالمنطق والمجتمع والفقه واللغة بل وحتى بالطب والأمراض الجنسية.
ولفت انتباهنا سؤال اخر طرح في هذا العالم الواسع العميق الأنترنيت وهي أن كان نبي الله ادم وزوجته وذريته يعبدون الله عز وجل اذا فمتى وكيف جاءت هذه الديانات الأخرى التي تكفر بالله وتعبد النار أو الحجر أو البقر أو الفأر أو غيرها والجواب هنا يحتاج تروي وانتباه وايمان و يجب ان نشرح بصورة كافية ووافية عن ذلك وهي بالفعل نبي الله ادم وامنا حواء عليهما السلام كانوا موحدين لله عز وجل لكن كلما زاد عدد الذرية وكبرت أعداد الناس كلما تغيرت ميولهم وأفكارهم وابتعدوا عن الدين خاصة بعد وفاة النبي ادم عليه السلام وبعد تزايد أعدادهم بشكل كبير بدأؤا ينسون دينهم الحقيقي واصبحوا جماعات وكل له أفكاره الخاصة ونمط تفكيره لذلك نسوا دينهم بشكل تلقائي ونهائي وأصبحوا يتعبدون بأمور ليست للعبادة أصلا وفي هذه الحالة فقط وعند ابتعاد الأنسان عن ربه نقول أنه أصبح ضمن قطيع بلا تفكير فقط يتبع من هم سبقوه للكفر والعبادات الضالة وهنا يجب أن نبين أنه هذا الموضوع مرتبط بحلقة متصلة مع ما وضحنا قبله أنه كيف من المهم أن يبعث الله أنبياء بين فترة وأخرى تدعم الدين وتوضح للناس الحقائق وتوعيهم وتذكرهم بأن العبادة لا تصح الا لله عز وجل حتى وصل لخاتم الأنبياء والمرسلين وابنته فاطمة الزهراء والأمام علي عليهم السلام والأئمة من ذريتهم الطاهرة الذين ارسلوا بهدف تأسيس و تقوية الدين وتدعيمه وبناء اسسه القويمة وكانوا جديرين بحمل هذه المسؤؤلية الكبيرة فبذلوا الغالي والنفيس من أجل الدين والعقيدة .
ورغم انه لا زالت هناك ديانات غريبة وهي بالأحرى من الظلم ان تسمى ديانات وأنما طقوس باطلة كعبادة البقر والفئران والأعضاء التناسلية وهؤلاء فقط من يستحقون جملة يسيرون مع القطيع كما أشرت وليس مع ديانات توحد الله عز وجل .
أما الجزء الأخر من المعتقدات او العقيدة فهي العقيدة الأجتماعية والمبادئ والقيم التي عقدت عليها أفكار الأنسان وهنا يجب ان نذكر من يدعي الثقافة وأنه خارج قطيع مجتمعه ببعض الأمور لعل وعسى ينتبه .
فهل الأنسان مثلا ممكن أن ينسلخ عن مجتمعه وعشيرته ببساطة والجواب بكل تأكيد لا فالأنسان أجتماعي بطبعه فمثلا يحتاج أهله وناسه وعشيرته لغرض أن يتم زواجه أو ربما يحتاجهم عندما يكون في وقت ضعف ووهن ووضع صحي سيء ومحتاج لعملية او عنده حالة فرح أو وفاة اذا من غير الممكن الا يكون ضمن مجموعة بل وحتى وغيرته على عرضه هي فطرة نعم لكن المجتمع والبيئة هو من يدعمها فأذا قال الأنسان أنا لست ضمن القطيع ومنسلخ عنه يجب ان يكون على قدر كلمته فليس من الصواب ولا العدل أن يكون ضمن مجموعة بأمور تخص مصلحته وينسلخ عنها في امور اخرى .
كذلك هناك أمر هام أخر وهي أن الكثير من الناس والشباب المثقف قرأؤا لعمالقة بعلم الأجتماع والمنطق والفلسفة والسياسة وعلم النفس الأنساني والمجتمعي مثل (علي الوردي ) و(علي شريعتي ) وابن خلدون وغيرهم وغيرهم واغلب كلامهم نابع عن تجارب وعن دراسة وعمق ونظرة ثاقبة واحساس لا يخيب لكن هم بشر وليسوا أنبياء ولا أئمة لذلك على القاريء أن يفهم أن هذه أفكارهم ووجهات نظرهم ولكل انسان بصمة تفكير تختلف عن الأخر لأن البشر استحالة يتشابهون ببصمات الأصابع فكيف يتشابهون ببصمة ونمط التفكير فلا تظل تجتر وتعيد بكلامهم وتدعي الألمام بعلوم الأولين والأخرين ودوما نرى تكرار لعبارة قالها علي شريعتي بناء على قصة مر بها أو عاشها أحد غيره وهي قصة الديك الذي يزعج الناس فقرروا ذبحه لأنه يوقظهم صباحا ويزعجهم فالناس لا تريد من يوعيها ويصحيها من سباتها وهذا الأمر بكل تأكيد صائب فأنا شخصيا لي تجارب كثيرة مع البشر لأنني أدعو للتوعية والأنتباه من الغفلة ودوما أتعرض للتهجم وسوء الفهم ففعلا في مجتمعاتنا الأنسان الواعي أما يصفى أو يستبعد بل كذلك يحارب وكما قال أحمد زويل ( الغرب ليسوا عباقرة ونحن لسنا أغبياء؛ هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل) ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ينطبق الكلام كليا على وقتنا الحاضر في زمن الأنترنيت بكل تأكيد لا فهناك شباب في مقتبل العمر قرأؤا الروايات الدينية ودرسوا عن مجتمعاتهم وكونوا قناعات وصارت لديهم منابر عبر منصات التواصل يطورون أفكار الناس من خلالها وأصبح الشباب والناس جميعا يتابعونهم ويتقبلون افكارهم بل ويتناقشون معهم ويتبادلون الأفكار وأصبحوا شخصيات مؤثرة خصوصا ونحن في زمن يسهل فيه الحصول على الأفكار وأصبحت المعلومة بمتناول الجميع اذا هؤلاء العلماء كتبوا في زمن البساطة وليس زمن الأنترنيت لكن أفكارهم تقدمية وسابقة زمانهم لكن يظل لكل زمان أهله .
وكل ما ذكرت لا يجعل الناس ترتاح ولا تفكر بل بالعكس الكلام يجب أن يثير قلق البشر ويجعلهم يبحثون بسرية وحيادية عما اذا كانت أفكارهم ومعتقداتهم سليمة لأن من المؤلم والمرعب أن يصل الأنسان الى عمر كبير وهو ليس مطلعا وأفكاره فقط تلقاها من اباءه واجداده وكل معتقداته فهو بهذا يكون مادة دسمة تدخل محرقة هؤلاء الذين يقولون ان البشر عبارة عن قطيع ويكون مستحق لهذا لأن نفس الأنسان لها حق عليه لذلك تغذية الأفكار تغذية صحية سليمة حق مشروع للنفس البشرية كي لا يموت الأنسان وهو يحمل أفكارا سامة أو مغلوطة خاصة بالأمور الدينية .
والأنسان بطبيعته فضوليا وما أجمل الفضول الأدبي والعلمي والديني فالأنسان عندما يتقدم بالسن ويكون اسرة وتجري سنين العمر به وتصبح لقاءته مع أهله وعشيرته محدودة مشكلته هنا ليست السير مع القطيع بل مشكلته تصبح كبرى فالموت على فكر سام جريمة بحق نفسه هو شخصيا .
لذلك على الأنسان ومنذ شبابه وبشكل تدريجي ومنظم تطوير ذاته حتى يصل الى قناعات ومعتقدات حقيقية ولا تقبل ألشك .
ورسالتنا لأؤلئك الذين الذين يقولون أن الغالبية يسيرون خلف القطيع ويرددون هذه الكلمات وكأنما هم نزلوا من الفضاء على الأرض ببرشوت وهم ليسوا جزء من هذا العالم
هو أحيانا يكون الأنسان محظوظا عندما يولد وسط بيئة تغذيه تغذية دينية واجتماعية صحيحة ويتشرب حب الدين وحب الله وحب النبي وال بيته الأطهار ويؤمن بالكتب السماوية والأنبياء ويمارس طقوسا صحيحة ويتلقى تربية اخلاقية ومباديء سامية فهو بهذا يفتخر انه يغرد في قطيع أو سرب الطيور أفضل مما مما ينهق وحده وأحيانا التفكير خارج الصندوق يجعلك تائها ضائعا وليس مثقفا كما تفكر اما التفكير داخل الصندوق بحرية ووعي فتخرج وتدخل لذلك الصندوق هو عين الصواب .
اما العقيدة الأجتماعية فهي مثلا التعليمات المتوارثة من الأجداد بخصوص امور تخص الأنسان أو مجتمعه فهذه بكل بساطة يستطيع الأنسان معرفة ما اذا كان صحيحا ما يسير عليه أم لا فمخ الأنسان العاقل وبمرور الوقت والتجارب الحياتية تجعله يغربل الصح من الخطأ .
اذن اذا أردنا ان نضع تعريفا شافيا وافيا عن العقيدة :فهي الموروثات الفكرية والدينية والأجتماعية التي يتشربها الأنسان فتصبح تسير في جسده مع الدم والتي تعطيه قوة داخلية ورقابة ذاتية ان كانت ناصعة وحقيقية .
أما عن تجاربي الشخصية التي اعتدت أن اوثقها مع المقالات فهي لا تعد ولا تحصى لكن سأكتفي بالقول بأنني فخورة بأن أكون مثل الدم قد يخاف البعض أن يراني لأنني قوية ومناصرة للحق وعندي لباقة قل نظيرها لكن البشر لا يستغني عني وعن أفكاري .
نسأل الله الهداية والموفقية للجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى