مقالات

لم التشكيك بالاحاديث النبوية؟

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

 

خالد السلامي
تعودنا بين حين وآخر ان نرى بعض التصرفات التي تتعمد الاساءة الى الدين الإسلامي ورموزه وخصوصا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وكانت دائما تصدر عن أشخاص شاذين من الديانات الأخرى من خلال رسوم مسيئة او مقالات معادية او تصريحات مهينة من قبل زعماء دول معروفين وبارزين على المستوى الدولي . و مثل هذه التصرفات قد لا تدعونا الى الاستغراب لكونها تصدر من أناس هم اصلا يعلنون عداوتهم للإسلام ورموزه ويسعون بكل ما يملكون من قدرات خبيثة للإساءة إليه وتشويه صورته وتاريخه العظيم من خلال لصق التهم المشينة به و التي هم يقومون بصناعتها ودسها بين المسلمين لكي تخرج من بين صفوفهم فيصدقها الناس وبهذا تزداد كراهية الاسلام ورموزه ومعتنقيه في اوساط المجتمعات الأخرى من غير المسلمين وللأسف يجدون من بين المسلمين من ينفذ لهم مخططاتهم واهدافهم الشريرة هذه فتمكنوا من الصاق صفة الإرهاب والهمجية والبداوة والوحشية بالمسلمين وخصوصا العرب منهم .
واليوم وضمن نفس السياق يَظهر لنا بعض مِن العرب المسلمين مَن يحاول الاساءة لسنة نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم من خلال تكذيب بعض الوقائع التي تحدثت عنها السنة النبوية المشرفة ومما خرج علينا به بعض ممن يدعون العلم امثال عالم الفيزياء السوري علي منصور الكيالي وغيره هو نكران وجود عذاب القبر وان لا وجود لهذا العذاب اي اثر في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وان ما موجود من أحاديث بهذا الخصوص هي محض افتراء وكذب على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم . فنقول كيف يُعرض فرعون واله على النار غدوا وعشيا والى الان لم تقم الساعة ( لكي نقول انهم قد أخذوا جزاءهم وهم خالدون في النار) فالاية تقول عنهم ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ والآيات عن هذا الموضوع كثير في القرآن الكريم ، ثم لماذا كان يستعيذ الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم من عذاب القبر في أحاديث عديد وردت في الصحاح حيث يقول
(إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع : من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن شر فتنة المسيح الدجال) وهناك روايةِ الذي يتعذب في قبره لأنه كان لم يتنزه من البول اجلكم الله والأحاديث كثيرة في الصحاح ايضا عن هذا الموضوع . اما ما يتحجج به منكروا عذاب القبر من آيات كريمة وخصوصا الآية التي تقول ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ ) فهي تتحدث عن الدنيا لانهم لم يشعرون بسرعة مرورها ووصولهم الى يوم القيامة
(ويوم تجيء القيامة ويبعث الله الخلق من قبورهم يقسم المشركون ما مكثوا في الدنيا غير فترة قصيرة من الزمن ،فهم قد كذبوا في قسمهم، كما كانوا يكذبون في الدنيا، وينكرون الحق الذي جاءت به الرسل).
فكفاكم ايهام الناس التلاعب بهكذا امور التي قد يفهمها البعض انها سماح لهم في المضي في عصيانهم لخالقهم وتشجيع لهم على الاستمرار به .
ومن الأمور الاخرى التي تسيء للدين وتمر على الكثير من المسلمين ان تظهر لنا عدد من المتبرجات المكشوفات الرؤوس واجزاء من اجسادهن ليعلمننا بعض امور ديننا وهن اول من خالفن شرعه بالظهور امام العالم عبر السوشيال ميديا بهذا الشكل متناسيات قوله تعالى في سورة الأحزاب (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59)) ليظهرن للعالم حسب نواياهن ونوايا من يقف وراءهن شرعية التبرج وخلع الحجاب وكشف أجزاء من أجسامهن اما الناس .
نعم إن الله يغفر الذنوب جميعا لكنه خلق الجنة وخلق معها نار جهنم فلابد للمذنب ان يأخذ جزاءه حسب عظمة ذنبه وبعد ذلك ، إذا شاء الله العفو عنه ، سيخرجه الى الجنة برحمة منه او بشفاعة الشفيع الأكرم محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم او بشفاعة شهيد او صديق حميم .

زر الذهاب إلى الأعلى