دنيا ودين

الدكروري يكتب عن الإنسان مخلوق كريم

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

 

محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على خاتم النبيين محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إن الإنسان مخلوق كريم، كما قال الله تعالى في كتابة العزيز ” لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم” وكما قال تعالي ” ولقد كرمنا بني آدم ” لكنه لما حاد عن منهج الله، قال الله تعالى عنه ” ثم رددناه أسفل سافلين” ولم يستثن إلا من ثبت على شريعة الإسلام، فقال تعالي ” إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات” فمن اتبع غير شريعة الله عز وجل فليس ذا كرامة كما قال الله تعالى ” ومن يهن الله فما له من مكرم ” بل سمى الله المشرك نجسا، فقال تعالي ” إنما المشركون نجس” فمن جعل من المسلمين شعار ” الإخاء الإنساني” هو الشعار المرفرف، مواليا من والاه، ومعاديا من عاداه، فإنه قد ارتكب جرما كبيراً في حق ربه عزوجل.
وتنكر لأمته وهويته، فقد روى ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال ” لن تؤمنوا حتى تراحموا” قالوا، يا رسول الله، كلنا رحيم، فقال صلى الله عليه وسلم ” إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة العامة” فيجب علينا أن الكل يرحم بعضهم بعضا، الرئيس يرحم المرؤسين، والأب يرحم الابن، والزوج يرحم الزوجة، والغني يرحم الفقير، والقوي يرحم الضعيف، والجار يرحم جاره، الكل يتراحم فيما بينهم، حتى يصدق فينا قول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال” مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”
وقد أقر الإسلام حقوقا للضعفاء والفقراء والمساكين، وقد اهتم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالضعفاء الذين لا مال لهم ولا عشيرة، فكان يقبل من مُحسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم، ويسعى في حوائجهم، ويرفع عنهم الضر والأذى ولو بكلمة تغضبهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه أن المال والوجاهةَ الاجتماعية، والمناصب المرموقة، لا تضفي على الإنسان فضلا لا يستحقه، وأن الفقر وقلة المال والجاه، لا يسلب الإنسان شرفا يستحقه، وقد روى البخاري من حديث سهل بن سعد قال، مر رجل علينا ونحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لرجل عندنا ” ماذا تقول في هذا الرجل؟ قال، يا رسول الله، هذا من أشراف أهل المدينة، هذا من أحسنهم حسبا ونسبا، هذا من أكثرهم مالا، هذا حري إن خطب يخطب، وإن تكلم يُسمع، وإن شفع يُشفع.
فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم مر رجل آخر، فقال للرجل نفسه ” فماذا تقول لهذا الرجل؟ قال، يا رسول الله، هذا من فقراء الأنصار، هذا لا حسب، ولا نسب، هذا حرى إن خطب ما يُخطب، وإن تكلم ما يُسمع، وإن شفع ما يُشفع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” هذا ويقصد الفقير الذي لا حسب ولا نسب، خير من ملء الأرض من مثل هذا” فهذا الذي في نظرك الذي إذا تكلم ما يسمع، وإذا شفع ما يشفع، وإذا خطب ما يخطب “هذا خير من ملء الأرض من مثل هذا” رواه البخاري، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ” ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبرّه، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عُتل جواظ مستكبر” وإن من اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بشأن الضعفاء أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد، ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عنها، فقالوا، ماتت،
فقال صلى الله عليه وسلم ” أفلا كنتم آذنتموني ” فكأنهم صغروا أمرها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” دلونى على قبرها” فدلوه، فصلى عليها، رواه البخاري ومسلم، فنحن جميعا نحتاج إلى رحمة الله تعالى، وأحوج الناس إلى الرحمة هم العصاة والمذنبون، ولكنهم يحتاجون إلى رحمة التوجيه والهداية لطاعة الله.

زر الذهاب إلى الأعلى