دنيا ودين

الدكروري يكتب عن الهدف الأساسي للدعوة

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الذي أنزل شريعة الإسلام هدى للناس ورحمة للعالمين، وجعلها لنا صراطا مستقيما يهدي بنا إلى سعادة الدارين، والشكر له أن هدانا إلى الإسلام، وفضلنا على العالمين أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله إمام الخاشعين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبون الطاهرون، الحافظين لحدودك يا ربنا والخاشعين لك، وبعد فاتقوا الله عباد الله، اتقوا الله في أنفسكم، وفي صلواتكم لتفلحوا في دنياكم، ثم أما بعد لقد كان هناك أساليب التنوع والإختلاف وعالمية الدعوة، فقد وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته إلى أطياف المجتمع جميعها من فقير، وغني، وصغير، وكبير، وغيرهم، ولم يترك قبيلة من القبائل إلا وصل إليها، ودعاها.
وانتشر الإسلام بشكل متساوى بين القبائل كلها، ولم تبقي هناك قبيلة إلا ودخل فيها الإسلام، مما هيأ بيئة خصبة لانتشار الإسلام، وعدم إقتصاره على فئة أو قبيلة معينة، وكذلك كان من المبادئ هو فقه الحفاظ على النفس على وجه العموم، فإدراك النبي صلى الله عليه وسلم لذلك دفعه لأن تكون الدعوة في بدايتها سرية، مع الابتعاد عن القتال وذلك لأسباب عديدة، منها التربية على الصبر، والمحافظة على الهدف الأساسي للدعوة، وعدم الانشغال بالثأر الذي يؤدي إلى انتشار الحقد والكراهية بين الناس، إلى غير ذلك من الأسباب، فترتب على ذلك أن كان الحفاظ على النفس ضرورة من ضرورات الإسلام الخمس، وكذلك فإن من المبادئ هو فقه الإعداد والبناء وترتكز هذه النقطة على النقطة السابقة، فقد منع رسول الله صلى الله عليه وسلم القتال.
ليتفرغ لإعداد المسلمين إعدادا عقديا سليما يساعده على المُضيّ قدما في الدعوة، وكذلك فِقه الأخذ بالأسباب، فقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم الدعوة سرية، واختار مكانا للقاء الصحابة، وبذلك تمكنت الدعوة، وثبتت فيما بعد، واستمر على ذلك النَهج في جميع المراحل التي مرت بها الدعوة، ولقد قام النظام الاسلامي على مبدأ الشورى حيث قال الله تعالى “وأمرهم شورى بينهم” وأمرهم هنا يشمل كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية، وقد طبق المسلمون هذا المبدأ في العصور الاسلامية المختلفة محققين أعلى درجات المشاركة الشعبية في بناء السلطة والدولة والقرار السياسي، ولم يكتف الإسلام بالدعوة إلى المشاركة في بناء السلطة والدولة بل جعل الناس شركاء في الثروة أيضا.
ولايحق لأية سلطة مهما كانت قوتها منع المواطن من المشاركة الاقتصادية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “المسلمون شركاء في ثلاث في الماء والكلأ والنار” فاللهم انصر المستضعفين من المؤمنين، اللهم ارحم المستضعفين من المؤمنين في كل مكان، اللهم عليك بالكفرة، والملحدين الذين يصدون عن دينك ويقاتلون عبادك المؤمنين اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم اللهم سلط عليهم منْ يسومهم سوء العذاب يا قوي يا متين، اللهم من أرادنا وبلادنا بسوء فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا له يا سميع الدعاء، اللهم اغفر لموتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك.
اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم ووسع مدخلهم وأكرم نزلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه برحمتك يا أرحم الراحمين.

زر الذهاب إلى الأعلى