دنيا ودين

الدكروري يكتب عن الإعتكاف فى العشر الأواخر

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله على نعمة الصيام والقيام، وأحمد الله واشكره، فإليه المرجع وإليه المآب، واشهد أن لا إله إلا هو، ولقد جعل الله النهار والليل آية لأولي الألباب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد اتقوا الله ربكم حق تقاته، واشكروه على ما أنعم عليكم من النعم، واعبدوا واحمدوا الله، واعرفوا قدر النعم التي أنعمها الله عليكم، واحمده على منه عليكم بمواسم الخيرات والتي تتكرر كل عام، واستغلوا الشهر وتوبوا لله توبة نصوحا، ولا تموتن إلا وأنتم مؤمنون ثم أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي وكتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن شهر رمضان وعن أحكام الصيام في شهر رمضان وعن فضل قيام ليلة القدر، وأما عن الاعتكاف فى العشر الأواخر من رمضان وردت عدة أقوال.
فى تحديد الوقت الذي يبدأ به الاعتكاف فى العشر الأواخر من شهر رمضان، وبيان أقوالهم هو القول الأول، أنه قال جمهور العلماء، ومنهم أئمة المذاهب الفقهية الأربعة بأن وقت الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان يبدأ منذ اليوم العشرين من الشهر قبيل غروب شمسه أى ليلة الحادى والعشرين، وقد استدل أصحاب هذا القول بما ورد في السنة النبوية، من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، إذ قالت ” كان النبى صلى الله عليه وسلم يعتكف فى العشر الأواخر من رمضان” والعشر تبدأ بغروب شمس ليلة الحادى والعشرين، أما ما رُوى عن النبى عليه الصلاة والسلام من أنه دخل معتكفه بعد صلاة الصبح، فمحمول على استئناف الاعتكاف بعد قطعه لأداء صلاة الصبح، كما بيّن الإمام النووى رحمه الله.
وأما عن القول الثانى، فقال كل من الليث، والثورى، والأوزاعى بأن الاعتكاف فى العشر الأواخر من رمضان يبدأ بعد صلاة فجر اليوم الحادى والعشرين، وذلك استدلالا بما رواه الإمام مسلم في صحيحه، عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ” كان النبى صلى الله عليه وسلم، إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر، ثم دخل معتكفه” ويمكن للمسلم استغلال العشر الأواخر، ونيل الأجور العظيمة فيها من خلال العديد من العبادات والطاعات، وهو مضاعفة الجهد فى أداء مختلف الطاعات لتحصيل الأجر العظيم، والتوسعة على النفس، والأهل، والجيران، إذ يستحب للمسلم في العشر الأواخر الإحسان إلى أرحامه، وجيرانه، وتلاوة القرآن، ومذاكرته، والتواصى به بين المسلمين، والحرص على ترديد الدعاء المأثور في ليلة القدر.
فقد أرشد كان النبى صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة رضي الله عنها إلى الدعاء فى العشر الأواخر من رمضان، وتحديدا في ليلة القدر بطلب العفو والمغفرة من الله سبحانه وتعالى، فقالت رضى الله عنها” يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو قال تقولين اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى” وعدم تضييع الأيام العشرة الأخيرة من رمضان باللهو والغفلة إذ إنها أيام خير، وبر، وعبادة لا بد أن يغتنمها المسلم بالعبادة والطاعات، وإعانة الأهل على العبادة والطاعة، وتشجيعهم على ذلك، فلا بد للمسلم من أن يعين زوجته وأبناءه على اغتنام تلك الليالى بحثهم على الاجتهاد بالعبادة فيها، وتهيئة بيئة مناسبة للطاعات من ذكر، وتلاوة للقرآن، وتجنب الشهوات والملذات.
لتحقيق الصفاء الروحى للنفس، وتفريغها للطاعة والعبادة، والحرص على الإعتكاف في بيوت الله، وتخصيص مكان للإعتكاف بعيدا عن مخالطة الناس، إذ رُوى أن النبى صلى الله عليه وسلم اعتكف عشرين يوما فى العام الذى قبض فيه.

زر الذهاب إلى الأعلى