قصة ورواية

وريث شرعي

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

 

بقلم / مايسة إمام
بيت عسران أحد البيوت القديمة بالحي والذي يشبه شيبه شيب صاحبة السيد عسران أسير المقعد المتحرك منذ سنوات والذي توفت زوجته تاركه له إرثا تأن من حمله كواهل الرجال خمسة من الأبناء سنوات عمرهم البكر لا زالت تحبو وهم على التوالي داغر ، قاسم فايز ، شهاب ، عزيز
لم يتزوج السيد عسران بعد رحيل زوجته ليس وفاء لها بقدر ماهو إنسلاخ من عباء المسئولية عن زوجة جديدة وربما أبناء جدد
 استيقظ أهل بيت عسران ذات يوم علي رائحة كريهه فرضت سطوتها علي المكان بشكل غريب وبدأوا في التساؤل والبحث عن مصدرها لكن دون جدوي وكلما مر الوقت ازدادت الرائحة انتشارا وكلما تحدثوا في الأمر ازداد سوءا فبدأت سهام الكلمات والاتهامات بعدم النظافة بينهم في التراشق وكل منهم يرى الآخر سببا فيما هم فيه
ثم هموا جميعا للاستحمام وغسل أسنانهم وتعطير ملابسهم للتخلص من هذه الرائحة المنفرة
السيد عسران حبيس مقعده المتحرك لا يفعل شيئا كعادته منذ نعومه أظفارهم وحتي صاروا رجالا إلا أن ينظر إليهم ممتعضا ماطا شفتيه يقول :
 يا هم العمر ، اذهبوا لطبيب ، اذهبوا للعلاج وازيلوا هذه الرائحة النتنة لعنكم الله
كان يقول ذلك وهو لا يعلم أن نفس الرائحة تنبعث منه دون أن يدري وهم يتبادلون النظرات دون أن يتفوهوا بكلمة واحدة فقرروا جميعا الذهاب للطبيب للتخلص من تلك الرائحة لا هي تهدأ ولا هي تسالمهم وترحل عنهم
 وبعد الفحص الدقيق فاجئهم الطبيب أنهم أصحاء تماما ولا يعانون من أي مرض يسبب ذلك مرضية فاتهموا الطبيب بالفشل والعجز وقرروا اللجوء لطبيب أكثر خبرة كما أشار عليهم داغر الأخرالأكبر ، ولم يختلف رأي هذا عن ذاك
عادوا بيأسهم للبيت يستقبلهم أباهم بنفس الامتعاضة والشفاه الممطوطة وهو يقول :
 بم عدتم ياهم العمر ؟ لاتزال رائحة العفونة تزكم أنفي ؟
نظر إليه الأبناء الخمسة بمزيج من الضيق والحزن واليأس لكنهم اشفقوا علي شيبته أن يصارحوه بأن رائحته تنبئ عن صاحبها فكيف لا يشعر ؟! وتفرق الجمع كل يلتجئ لجدران حجرته يلتحف عزلته ، يجتر ألمه النفسي ويغالب عجزه وهو يتشبث بالأمل ينتظر الغد ماذا يأتي به ؟
تابعونا غدا مع أحداث جديدة من القصة

زر الذهاب إلى الأعلى