قصيدة : الجاردينيا

بقلم / على حزين

أجل أحِنُّ إليكِ
حنين الزرع إلي الماء
حنين الطفل إلي الحلوى
وثدي أمه عند النوم
وعند البكاء ,
احن اليكِ حنين الأعمى للضياء
والعليل للشفاء
أحِنُّ إليكِ بطول العمر
وإذا ما جاء الصبح
أوحلَّ علي الدنيا مساء
وأذكركِ في كلِ وقتِ وحين
وعندما تمطر السماء
يا زهرة الحب التي جمعتنا
يا زهرة الجاردينيا
يا وردة اللوتس, أحن إليكِ
يا أجمل النساء
2
أحِنُّ إليكِ , إلي عينيكِ ,
إلي شفتيكِ
إلي الورد الصابح علي خديكِ
ومن مفرق رأسكِ حتى أخمص قدميكِ
ويدايَّ تحن للمسة يديكِ الغرّاء
حركاتكِ , سكناتكِ , مشية قدميكِ
وشعركِ الحرير حين يطير
ويرفرف في الهواء
3
حبيبتي , يا نور عيني , يا روحي
التي لم تزل تسكن بين جنبيَّ
أو تذكرين يا حبيبتي أيامنا الخوالي
أيام البراءة والصبا والشبابِ
يا كم لعبنا , وكم جرينا , وكم لهونا
وكم سرقنا من الدنيا لحظاتٍ
فيها أُنس وسعادة , وهناء
4
وكان حين رحلتِ مساء
وكان البرد , وكان شتاء
وتركتِ قلبي مكلوم الجوى
وهو يعاني أشد العناء
ومُرَّ الشكوى وحر البكاء
وكان قلبي حزينً
يرجوكِ عدم الرحيل , والبقاء
ويستحلفكِ برب السماء
فأبيت إلا الرحيل
وتركتِ لقلبي الشقاء , والعناء
5
ومضيتِِ ومضى قطار العمر
ولم يزل قلبي يسألني
تُرى هل أراكِ ثانية .؟!!,
ترى هل تعودِ , وهل تأتِ
مثل الشمس, ومثل النار,
ومثل الماء
هل تعودِ , وهل تأتِ ..؟!! ..
مثل الريح, ومثل المطر ,ومثل الثراء
يا روحي التي فارقتني وغابت
في غيابكِ , لا سعادة,
لا فرح , لا هناء ,
فمتى يكون اللقاء ..؟.
متى يكون اللقاء .. ؟! .